بانة العبد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال

الفداء_ أحمد العلي:
فازت الطفلة السورية بانة العبد بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025، تقديراً و تتجويجاً لجهودها في نقل صوت الأطفال ومعاناتهم في مناطق الحروب، ولفتِ انتباه العالم إليهم بعد عدة سنواتٍ من تجربتها تحت حصار قوات النظام المخلوع وميليشيات إيران وقصف طائرات روسيا في مدينة حلب شمال سوريا، وتحويل صوتها لمنبرٍ عالمي يطالب بحماية الأطفال من ويلات الحروب والتهجير والجوع والتشريد.
في حين تم اختيار الطفلة “بانة” من ضمن قائمةٍ ضمت عشرات الأطفال لعبوا أدواراً محوريةً و قدموا فرقاً حقيقياً في مجتمعاتهم والعالم من خلال الدفاع عن حقوق الطفل في التعليم والسّلام والعدالة والبيئة.
وظهرت “العبد” من حي بستان القصر في شرق حلب عبر تسجيلاتٍ مصورةٍ وتغريدات من حسابها على “تويتر” عام 2016، حيث كانت تتحدث باللغة الإنكليزية عن تفاصيل حياتها اليومية في ظل الخوف والقصف والحصار والجوع، وتدمير منازل المدنيين وأحياءٍ بأكملها.
ولاقت مقاطعها رواجاً كبيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وانتشرت بشكلٍ كبير، حيث تناقلتها أيضاً وسائل الإعلام العربية والغربية، واعتبرتها شهادةً حيةً تصف مايحدث داخل الأحياء المحاصرة في مدينة حلب، ما جعلها أيقونةً ورمزاً لطفولة سوريا تحت النار.
“أريد السلام”، كانت تلك أوّل تغريدةٍ كتبتها بانة في 24 أيلول 2016، وكانت وقتها في السابعة من عمرها حيث أخذت توثق حياتها في ظلّ الحرب التي مزقت سوريا، كما أخذت تلفت اهتمام العالم لجرائم نظام الأسد وروسيا وإيران التي تحدث في سوريا، حيث طالبت “بانة” رؤساء العالم بالتحرك لجعل السلام يعمُّ في سوريا منذ ذلك الحين. ولذلك وصل عدد متابعي حسابها على “تويتر” الذي تديره بمساعدة والدتها لعشرات آلاف المتابعين.
وبعد تهجيرها من حلب، انتقلت بانة بعد خروجها من سوريا إلى تركيا للكتابة، ونشرت مذكراتها باللغة الإنكليزية في كتابٍ صدر عن دار نشرٍ أميركية العام 2017، ثم ألقت كلماتٍ في الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي، وشاركت في حملات دعمٍ للطفولة في مناطق الحرب، بما فيها أوكرانيا والسودان.
وفي تصريحٍ خاص لصحيفة الفداء، قال والد الطفلة غسان العبد: ” بانة تبلغ من العمر 16 عاماً، وكانت تغرّد بمساعدة والديها على موقع “تويتر” “إكس” حالياً لنقل المعاناة والحصار الذي كان يفرضه النظام البائد وقوات روسيا وميليشيات إيران، وأحدثت بانة صدى كبير وضجةً عالمية حيث وصل صوتها لعدّة رؤساء وللأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وأضاف “العبد”، بعد تهجيرنا من مدينة حلب، ألفت بانة كتاباً يحمل اسم “عزيزي العالم”، وبمساعدة منسقةٍ تُرجم الكتاب إلى 17 لغة، كما ألفت كتاب للأطفال، “اسمي بانة” يتحدث عن الأطفال الذين عاشوا الحرب.

وأشار والدها بأن قصّتها أدرجت بالمنهاج الرسمي في اليابان، كما شاركت بعدة نشاطاتٍ مع اليونيسيف والمنظمات الدولية و حضرت عدة فعالياتٍ ومؤتمراتٍ دولية، منوهاً أنها حصلت على عدة جوائز وكانت تلقب في حلب بأيقونة الحصار.
وختم حديثه بأن طفلته “بانة العبد” تهدي الترشيح لأطفال سوريا الذين عانوا من الحصار والجوع والتشريد والقتل على أيدي نظام الأسد البائد”.

المزيد...
آخر الأخبار