سألـتُ مرة أحـد طلابي : ماهي فاكهة الشتاء؟
اندهشت طرت بالجو من جوابه حين قال:
النمورة والحلاوة .
وطرت بالجو على ارتفاع صاعق حين سألت طالباً آخر ما إعراب /بنادقهم /؟
أجاب بثقة :الباء حرف جر.
ابتسمت ، فأكمل نادقهم اسم مجرور ياللمصيبة ياللهول كم أنت عـبقري !
وبقيت على الأرض لم أتزحزح شبراً واحداً ولم يهتز لي جفنُ رعب حين قال لي أحد طلابي : آنسة مبارك الجزدان الجديد .
مؤخرا فوجئت بالكم الهائل من الرسائل في بريدي الالكتروني مضمونها بالعموم معايدات بمناسبة قرار نقلي من تكسي إلى بـاص نـقـل .
كثيرة هي الأشياء التي تحدث معي غالباً أسجلها وبعضها تبقى في مهب الذاكرة مثلها مثل قصة العنزة وأولادها السبعة وخروج جارتي من بيتها وحتى الآن لم تعد ربما أكلتها ضبعةُ الضياع .
بالمناسبة المرأة التي كنت أصادفها في باص النقل وأنا ذاهبة إلى عملي قيل أنها ماتت وأخذت سؤالها معها دائما كانت تلتفت للخلف وتسأل : حدا دفع عني الأجرة تكفهر الوجوه وما من جواب . أيضا فوجئت بأن سؤالها موروث جيني إذاً سأصادف لاحقا من يسأل ذاك السؤال .
وستكفهر الوجوه وأنت مبتسم سعيد لأنك تشرب مساء كأس المتة فينتابك خدر حلو فتذهب وتنسل تحت الغطاء وتغط في نوم جميل .
-احترت ماذا سأطبخ مع أني أتبع نظام الريجيم لكن الطبخ هواية لا أستطيع التخلي عنها كوني لم أجد حرفة أهم منها أخيراً استقر رأي وقررت أن أطبخ رواية أو قصيدة شعر للأطفال كونها الموضة الدارجة والعدوى أصابتني فهي أشد غليانا وحرارة من الكورونا للأسف احترقت طبختي لأني نسيت أنني أطبخ وغلت الرائحة في أنوف الحارة وقيل ما قيل ولم أكترث كانت تجربة وانتهى الأمر.
وأنت تشعر بنشوة السعادة تجلس على كرسيك الخشبي وتتابع مسلسلك بحلقاته الأخيرة ينتهي العرض وعيناك شبه مغمضتان تنسل إلى سريرك الحديدي تنام ملء جفون النفس الباحثة دائما عن الطمأنينة .
-لا مهرب لي سأجلي الطنجرة وألمّع زجاج النافذة وأصب قليلا من المعرفة على الممنوع من الشرح وأكسر على أنفي بصلة كما يقول المثل مع أني من عشاق البصل.
وأنت تشعر بالسعادة إذ يوقظك صوت البرق والرعد فتذهب إلى المطبخ تقضم بعض ورق الملفوف أو البقدونس تشرب الماء وتعود أدراجك إلى سريرك لتخلد للنوم من جديد .
سكوت سكوت أُسكـتُ الأفكار في رأسي وبدأت أنظر نحو زملائي بالمناسبة الجميع زملائي وليسوا أصدقائي
زملاء في الطريق زملاء في العمل زملاء في البيت زملاء في باص النقل زملاء في اجتماعات جمعية الدفع السداسي أذنان عينان أنف فم .
وأنت سعيد تعد الثواني والطبيب يفحص مكان عملية التجميل الأخيرة يطمئنك فتستعد لتجميل جديد لتنطلق في عالم البرمائيات بالمناسبة قلت لأحد طلابي :ما هو البحر الشعري الذي تحبه ؟
أجاب : البسيط .