يشرق المطر بضوع الياسمين ،وتمشي الأرواح ارتالا من حياة كل إلى غايته الأسمى .
تقف فوق صخرة تلوح للعابرين :أن خذوني معكم إلى الموت الجميل .الموت الذي أمسك مرة بيدي وأخذني معه برهة تساوي ألف حياة، ثم عاد ليلقي بي حيث وجدني أتسكع في طريقي إلى منبر الوجود .
-هل جربت ؟ -ماذا؟- الموووت.- لا – وأنت ؟
-جربته مرة وعدت منه مبللة بالفرح .لكن :
يقع أن تموت بلا معنى كأن تسافر مع الموج لاصطياد سمكة قرش ،وعرضها في معرض الربيع القادم فيصاب الناشئة بالرعب وتتحول المناسبة من معرض للفن الجميل إلى معرض للرعب والهروب للأمام ثم قفز مظلي هربا من السواد .
يقع أيضا ذاك الموت وأنت تحلق في طائرتك تتفرد بمد جناحيك ،فتتعثر بصخرة لاهي كلسية ولا هي صوان .
تكسر جناحيك فتضطر للذهاب إلى طبيب نفسي يقدم لك جرعة دفع فردية .
ذاك الموت وأنت تقف في طابور غسيل الوجه مما علق فيه من كوابيس النهارات تنظر في المرآة فلا تجد وجهك النقي تفزع مما آل إليه حالك صرت وحشا من شدة ما ضربتك سياط الواقع بسبب وبلا سبب .
آخر سوط كان وأنت ترعى الغيوم على بيادر قصة حياتك وحين أعدت قراءتها اكتشفت هشاشة الحبكة التي انتهت بلا مغزى فأصاب الشلل لسان الخاتمة وبقيت مفتوحة لكل احتمال حتى احتمال تكلس ركبة الزمن وارد .
يقع أن تموت رغما عن أنف عشقك للجري وأنت تجري خلف الطرقات تمسك بذيلها تقصه وتعلقه على باب فوزك يقع أن يسقط فوق رأسك فتصاب بالضياع .
بلا معنى تموت بلا معنى تحيا .
يقع أن يصيبك الموت وأنت تفتح كلتا عينيك على شاشة عالية تعرض أسماء المفقودين يطالعك اسمك فتخر صريع المفاجأة تنتفخ خدودك وتركض بين الجموع جموع التكسير والطعن في الخاصرة تلهث حتى تموت من هول الصدمة .
تقلب الحكاية على رأسها تهزها حتى تستفرغ اللغز الذي حير من صعد خشبة العرض قبلك ونال التصفيق وأنت الصاعد ولم تصبك صفقة واحدة .
تعالج رأسك ترتب أفكارك تنتقي الأجمل تطرحها على الطاولة طاولة بلا أرجل مهزوزة مريضة بشلل رباعي تجثو على يديك تقلد صوت الحمار فيعلو التصفيق تكتشف اللغز وتتقمص دورك جيدا .
يقع أن تموت بسبب كحادث سير أو طلقة رحمة أو هزة عاطفية تقلب كيانك فتكتشف أن للموت معاني كثيرة أجملها أن تنهض من سباتك .
-كم كنت تنسى ذاتك تقرر أن تسجل في مفكرة يومياتك اسمك وتوقيعك وتعلقه في مهب الشرق، وأنت ذاهب لآخر عرض .
نصره ابراهيم