يريد بعض المتلاعبين بخبزنا ، إقناعنا أن ثمَّة أزمة بإنتاج المخابز العامة والخاصة للخبز ، وأن ثمَّة مشكلة بتوفير الدولة الرغيف لنا ، ليتسنى لهم التلاعب أكثر مما يتلاعبون ، والمتاجرة بخبزنا أكثر مما يتاجرون !.
إذ يعمد العديد من المعتمدين ـ ولا نقول الكل ـ لقطع ربطتين أو ثلاث ربطات بأجهزة البطاقة الالكترونية ، ويسلمون المواطن ربطة واحدة فقط مهما يكن عدد أفراد أسرته ، بحجة أن المخابز خفضت عليهم مخصصاتهم !.
وبعض المعتمدين إذا ما طالبهم المواطن بربطة ثانية ، يبيعونها له بعد توسل بـ 300 ليرة !.
وأغلبية المعتمدين بمدينة سلمية ، أبلغوا المواطنين أنهم بدءاً من هذا اليوم لن يحصلوا إلاَّ على ربطة واحدة حتى لو كانت مخصصاتهم بموجب البطاقة 3 أو 4 ربطات ، بناءً على توجيهات مجلس المدينة المعني بتوزيع الخبز ، كما يقولون للمواطنين .
ونعتقد أن الأمر برمته تلاعباً بتلاعبٍ ، لأن إنتاج المخابز لم يتوقف ، ولم يقل ، وليس فيه أي مشكلة على الإطلاق ، بل على العكس من ذلك تماماً ، فالمشكلة تكمن بالتوزيع وبعد خروج الخبز من المخابز !.
قد يقول قائل : قرار وزارة التجارة الداخلية الصادر بتاريخ 29 ـ 10 ـ 2020 والقاضي بتخفيض وزن الربطة من 1300 غ إلى 1100 غ ، وقرارها الآخر الصادر بتاريخ 24 ـ 12 ـ 2020 بحسم نسبة 16 بالمئة من الدقيق من مخصصات المخابز ، ألم يؤثرا في إنتاج المخابز العامة والخاصة نقصاً بالكميات ؟.
ولهذا القائل نقول : لا لم يؤثرا ، والمخابز لم تخفض إنتاجها الإجمالي لربطات الخبز كعدد ، وإنما خفضت وزن الربطة،
فالمخبز الذي كان قبل التخفيض ينتج 15 ألف ربطة باليوم ـ على سبيل المثال ـ ظل ينتج العدد ذاته بعد التخفيض ، ولدينا من الأرقام مايثبت ذلك بالدليل القاطع .
وأليس عجيباً أو غريباً أو مثيراً للشبهات ، أنه قبل تطبيق توزيع الخبز بالبطاقة ، كان إنتاج مخبز ما بالشهر العاشر من العام الماضي، نحو 15200 ربطة يكفي حاجة المواطنين ، مع ما تنتجه المخابز الخاصة الأخرى ، رغم البيع العشوائي ، ورغم البيع على الأرصفة ، ورغم تهريب الدقيق التمويني، ورغم المتاجرة به وبيعه علفاً للحيوانات ، بينما اليوم إنتاجه 19480 ربطة ، ولا يستطيع المواطن الحصول سوى على ربطة واحدة ؟؟!!.
وأما أين تذهب تلك الربطات التي يقطعها المعتمدون ولايسلمونها للمواطنين ، فيجب أن تُسألَ عنها الجهات المعنية بتوزيع الخبز ، وباعة الخبز بالمحال وعلى البسطات الذين يبيعونها مابين 500 ـ 1000 ليرة للمواطن المحتاج ، وأصحاب المطاعم الذين يستخدمونها بلف السندويش ، لأنها أوفر من الخبز السياحي .
محمد أحمد خبازي