لسان حال الناس في هذه الايام العصيبة يقول: ” منين بدي اكلك ياسفرجلة ، كل عضة بغصة؟” وهذه هي الحال، فمن اين أتيتها تأتيك معاكسة، فالبرد القارس الذي يغزو البيوت والابدان والجيوب، لارحمة لديه ولاشفقة،زائر ثقيل الدم، غير مرغوب به، في ظل عدم وجود مازوت للتدفئة، خاصة وان الكثيرين من ااناس لم يحصلوا على حصصهم، التي تقزم كل يوم وهم راضون لو صارت، وحتى حطب التدفئة اشتعل وطار سعرا وقل في الاسواق وترك مجالا اخر للاستغلال، ناهيك عن الغاز الذي طار مع الريح وانفقد ( الا) حرا، حاله كحال اخوته من المحروقات” البنزين والمازوت وحتى الكاز” يستقرون هانئين في احضان وايادي تجار الازمات، دون حسيب او رقيب، وحماية ” المستقبل”غائبة او لا حول لها ولا قوة.
واذا ما انتقلنا الى الدوائر الرسمية، فهذه عنها سكتة، فمعظمها لاتتوفر فيها مادة مازوت التدفئة للموظفين او لتشغيل المولدات لتأمين الخدمات للمواطنين، في ظل تطبيق التقنين الكهربائي الجائر للمدينة، واتحدث هنا عن الدوائر في مدينة سلمية، كمصرف التوفير ومصرف التسليف والبريد ومصلحة العقارات وغيرها من الدوائر.
فتصور مثلا ان مصرف توفير البريد تأتيه الكهرباء ساعة واحدة او مايزيد قليلا وبعدها يتوقف العمل وتتوقف الخدمات المصرفية بسبب الكهرباء ولا وجود للمازوت من اجل تشغيل المولدة ، وهنا المعاملة تحتاج ايام على هذا المنوال بدلا من انهاها بظرف ساعة لو كانت الطاقة الكهربائية او المازوت متوفران، والحال كذلك في المصارف والدوائر الاخرى .
ولن نتحدث عن الاسعار للمواد الغذائية والخضار والدواء والتنقل وغيرها من متطلبات الحياة المعيشية الضرورية.
والانكى من كل ذلك انه تم رفع سعر ليتر البنزين المدعوم واللي بلا دعم في هذا الوقت العصيب، ليزيد الطين بلة ويبدأ التحكم باجور النقل وانت يامواطن ماعليك الا الصراع بالخروج من هذه الحفرة لتسقط في حفرة اخرى، الى انت تأتيك رحمة من الله او من الحكومة، انت وحظك.
نصار الجرف