أزمات نقل متكررة على خطوط المحافظة الداخلية ، سببت وتسبب معاناة شديدة للمواطنين ، وخصوصاً الموظفين منهم والطلاب بكليات حماة الجامعية ومعاهدها أيضاً .
وحجة أصحاب السرافيس وسائقيها الدائمة والجاهزة ، أن المازوت لايكفي ، مايضطرهم لشرائه بالسعر الحر ، أو التوقف عن العمل .
قد يكون كل ذلك صحيحاً ، ولكن الصحيح أيضاً ، أن العديد من السائقين يبيعون مخصصاتهم من المازوت بالسوق السوداء ، ويجنون من ذلك ربحاً فاحشاً، من دون أن يحركوا سرافيسهم فتلة دولاب !.
والصحيح أيضاً أن بعضهم ينقل السلع والبضائع بسرفيسه بدلاً من الركاب ، وفي ذلك مخالفة صريحة لترخيص عمله.
وهو ما يسبب تلك الأزمات التي ـ شهدتها ـ وتشهدها السقيلبية ومصياف ، ومؤخراً سلمية ، والمعاناة الشديدة للمواطنين ، الذين يعانون الأمرين من هذه الحال المؤلمة .
ولعله من الضروري أن تضبط الجهات المعنية ونقصد لجان السير الفرعية بالمناطق ، هذا الفلتان بعمل السرافيس على الخطوط الداخلية، لمعالجة هذه الأزمات المتلاحقة، التي يتضرر منها المواطن أولاً وأخيراً .
وذلك يكون ـ كما نرى ـ بمطابقة عدد السرافيس العاملة فعلياً بنقل الركاب ، مع المسجلة لدى المكتب المختص بقطاع النقل بالمحافظة ، لمعرفة المتسرب منها عن العمل.
وبمعايرة عداداتها الكيلومترية مابين كل تعبئتين ، لمعرفة كمية الاستهلاك من المازوت ، وهل استهلكت بالعمل بنقل الركاب ، أم بيعت بالسوق السوداء ، أم فرغها أصحاب السرافيس بخزانات منازلهم لاستخدامها بالتدفئة .
فكل ذلك يمكن كشفه بسهولة إذا ما أرادت الجهات المسؤولة ، قطع دابر الفساد بهذا القطاع ، من خلال مطابقة المسافة التي يقطعها كل سرفيس مابين بداية خطه في منطقته ونهايته بحماة وبالعكس.
وبالطبع لا يمكن الركون إلى مراقبي هيئات الخطوط ، الذين يُفترض أن يسجلوا بالكراجات حركة كل سرفيس بالدقيقة ، لأنهم بكل بساطة قد يكونوا شركاء بالفساد ، ولاتعنيهم معاناة الناس من الواقع الراهن ، ولا مصلحة لهم بانتهاء هذه الأزمات ، فكل ما طالت يستفيدون منها أكثر !.
وبالتأكيد ثمَّةَ أصحاب سرافيس ملتزمون بالعمل ولايخالفون ، ولا يستغلون الركاب ولا يتقاضون أجرة زائدة ، ولهؤلاء تُرفعُ القبعة .
محمد أحمد خبازي