كيف سيكون وضعنا في شهر رمضان المبارك الذي سيحل علينا بعد أيام قليلة؟. وكيف ستكون أسواقنا المحلية التي علمتنا التجربة أنها تشتعل في رمضان ، وتهب فيها أسعار المواد الضرورية للمائدة الرمضانية ، نتيجة استغلال التجار والباعة لشهر الصوم بالغش والتلاعب بالأسعار ، لجني أرباح فاحشة لا يمكن تخيلها ؟!. وكيف سنتدبر أيامنا طيلة هذا الشهر الفضيل الذي يشتد فيه الطلب على الخضار أكثر من غيرها ؟. أسئلة كثيرة من هذا القبيل تدور على أسئلة الناس اليوم ، وهم الذين يعانون معاناةً مريرةً بتوفير الضروري ( والضروري فقط) لحياتهم اليومية من مأكل ومشرب !. لقد أنهكهم العديد من التجار والباعة الذين استغلوا الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للتصدي لفيروس كورونا ، برفع الأسعار واستغلال حاجاتهم الشديدة ، و استنزاف قلوبهم قبل جيوبهم ، في ظل إجراءات قاصرة لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لضبط نهبهم واستنزافهم ، وتلاعبهم بقوت المواطن. وبالتأكيد لن تهبط الرحمة على قلوبهم بالشهر الفضيل المقبل ، ولن يعود إلى الحياة ضميرهم الميت ، ولن يكفوا عن الغش والاحتكار والتلاعب بالأسعار !. فقد علمتنا التجربة أن أكثر نسبة غش وتقاضي أسعار زائدة تكون في شهر رمضان ، وإحصاءات مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك خلال أشهر رمضانية سابقة تؤكد هذه الحقيقة !. تُرى، على ماذا سيراهن المواطن في شهر رمضان المبارك؟ على رحمة التجار والباعة وهم الجلادون ، أم على ضبوط تموينية لا تردع بائعاً مستغلاً ولا تاجراً يفرض أسعاره على السوق؟. نتمنى ألاَّ تكون حالنا كمواطنين مغلوبين على أمرنا، مسحوقين مادياً في هذا الشهر الفضيل، كما كانت في رمضانات سابقة !. نقول : ( نتمنى ) لأنه ليس بوسعنا غير التمني !. محمد أحمد خبازي