رذاذ ناعورة : الكذبة البيضاء

 
انتشر الكذب بشكل كبير بين الناس و ذلك بعد أن اعتبروا كذبهم أبيض و ليس أسود، فهو يعمر منازل و يحسن العلاقات بين البشر فهدفه نبيل و لا يحق لأي امرئ أن ينزعج منه لأنه غير ضار إطلاقا فما هو الكذب الأبيض و هل هو فضيلة متفق عليها أم أنه ستار اتخذه بعضهم ليخفوا به مآربهم الشخصية و غاياتهم السيئة؟ .
جميع الأديان السماوية أجمعت على أن الصدق فضيلة و الكذب رذيلة مهما اختلفت درجاته ‘قد تكون الكذبة لنيل إعجاب الآخر أو قد ترفع معنوياته فيتجاوز المحنة أو الظروف الصعبة التي يمر بها و قد يصل لأخطرها وهو شهادة الزور المحرمة ‘من قبل الجميع، يقول بعض الأشخاص إن
 الضرورات تبرر المحرمات  وتبيح المحظورات وفي الحقيقة إن الكذب لا يخفي الحقيقة بل يؤجلها لبعض الوقت فقط لا غير، أما القسم الآخر من الكذب الذي يستخدمه الرجال ليثيروا اهتمام النساء و ذلك حسب مقولة (الكذب ملح الرجال )أو (كذب الرجال هو عشق النساء) تجده إبداعا عند بعضهم فهم يجيدون صياغته و إنزاله على أرض الواقع ليصبح كشف الكذبة شيئا  من المستحيلات مع كل ذلك فهم من المفضلين لدى العديد من الناس فكذبهم دائما يعزز روح الحياة و يجعل الشخص الذي يوجهون له الكذبة واثقا من نفسه سعيدا بإنجازاته الوهمية  أو يغير له مفاهيمه و يدفعه ليسير بطرق لم يعتد عليها سابقا .
أخيرا نقول إن حبل الكذب قصير و نهايته دوما مظلمة فعليكم بالحذر الشديد بالتعامل مع الكذب و يبقى الصدق ملك الساحة لا غبار عليه .
سوزان حميش
المزيد...
آخر الأخبار