لأنهم جادوا بأعظم الجود ، وقدموا للوطن أغلى ما يمكن أن يُقدّم ، وأعطوه أعزَّ ما يملكون ، بادلهم قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد ، العطاء بعطاء ، وردَّ لهم جميلهم بجميل ، كعربون تقدير لتضحياتهم ، ووفاءً لوعده بتكريمهم وذويهم ، كواجب من واجبات الدولة ، وليس من منطلق المنة .
فكانت توجيهات سيادته لتصفية قروض الشهداء من المصارف العامة ، مهما يكن نوعها وحجمها ، وكذلك قروض جرحى الجيش العربي السوري ، والقوات المسلحة والرديفة ممن لديهم نسبة عجز من 40 حتى 100 بالمئة، والتي لاتتجاوز سقوفها خمسة ملايين ليرة.
وكذلك توظيف المُسرَّحين من الخدمة الإلزامية والاحتياطية ، وعددهم أكثر من 10 آلاف مسرَّحٍ ، بمسابقة هي الأكبر من نوعها .
إن هذه التوجيهات التي ترجمتها الجهاتُ المسؤولةُ في الدولة ، بإجراءات عملية مباشرة ، هي بعضٌ من رد الجميل ، والالتزام الوطني والأخلاقي ــ كما قال القائد ـــ بالوقوف بالمعنى الفعلي لا اللفظي إلى جانب الذين وقفوا بوجه أعداء الوطن ، وحموه من الإرهاب والطغاة بالبندقية، وفدوه بالغالي والنفيس ، كي يظلَّ غالياً وعالي الجبين ، وعصياً على كلِّ غادرٍ ومتآمر ٍ ، وكي تبقى شمسُهُ وهاجةً ، ولايستطيع ظلامُ الإرهابيين إطفاءها.
وهي تأكيدٌ على أن الوطن لاينسى أبناءه ، الذين أمضوا بخدمته سنواتٍ طويلةً من أعمارهم ، وقد تسرَّحوا ليجدوا أمامهم فرصة عمل آمنة ، ووظيفة دائمة بالدولة ، تمكنهم من العيش بأمان واطمئنان.
وهي تأكيدٌ على أن الدولة قوية أيضاً ، رغم كل منعكسات الحصار الغربي الحاقد ، والعقوبات الاقتصادية الظالمة ، وشح الموارد والثروات الطبيعية ، و الظروف المعيشية الصعبة.
فالدولة التي تسدد قروض هذا العدد الكبير من شهداء وجرحى جيشها وقواته الرديفة ، وتوظف الآلاف من شبابها الذين خدموا عَلَمَها ، هي ليست ضعيفة ولن تكون .
محمدأحمدخبازي