البطاقة الذكية..ما لها وما عليها

بعد مرور فترة طويلة على تطبيق البطاقة الذكية في توزيع المشتقات النفطية والتموينية وأخيرا الخبز، يمكننا ان نناقش بموضوعية نقاط القوة والضعف والثغرات التي ظهرت فيها…
من حيث المبدأ :تعد البطاقة الذكية طريقة حضارية وراقية لتوزيع المواد المذكورة تمنع التلاعب والسرقة وتضمن حقوق المواطنين في الحصول على مخصصاتهم المستحقة،ولكن من حيث التطبيق العملي على أرض الواقع هناك العديد من السلبيات التي تنغص على المواطنين،ففي مجال توزيع الغاز والبنزين والسكر والرز يمكن القول :إنها ضبطت عمليات التوزيع بشكل جيد وحققت درجة مقبولة من العدالة كونها مؤتمتة ولاعلاقة للجان فيها، أما في مجال المازوت فوجودها وعدم وجودها واحد،لأن التوزيع بقي بيد اللجان ،وهنا مربط الفرس ،يقال :إذا أردت أن تعرقل أي شيء شكل له لجنة، فمستحقات المواطنين من المازوت شيكات بدون رصيد،ومعظم اللجان إن لم نقل جميعها تعمل وفق الأهواء الشخصية،وخصوصا بعد تخفيض المخصصات من ٢٠٠ لتر إلى ١٠٠ لتر فمن حصل على مخصصاته اولا نال ٢٠٠ لتر ثم من حالفه الحظ تاليا حصل على ١٠٠ لتر ، والكثيرين لم يحالفهم الحظ لم يحصلوا على قطرة واحدة، وهذا ظلم واضح ..
اما بالنسبة للخبز وهو الأهم فهناك مشكلة حقيقية لأن معظم الأسر إن لم نقل جميعها لاتكفيها المخصصات،وحساب القرايا لايطابق حساب السرايا كما يقال في الدارج الشعبي ،فالمستحقات المخصصة لكل اسرة حسب عدد أفراد الأسرة كما حددتها التجارة الداخلية لايعمل بها والمعتمدين يوزعون على هواهم ،ويتحكمون برقاب العباد والكثير من الأسر لاتكفيها مخصصاتها لأكثر من وجبتين فقط ،إضافة إلى ذلك هناك نقص في وزن الربطة ،ودمج ربطتين بكيس واحد،والأمثلة كثيرة..
وهنا تجدر الإشارة إلى نقص مخصصات الطحين في كثير من المناطق، فمخصصات المخابز يجب ان تكون متوافقة مع عدد البطاقات التي تقطع من كل مخبز،فعلى سبيل المثال لا الحصر : يخبز مخبز الصارمية ١٨٠٠ ربطة يوميا وعدد البطاقات المسجلة اكثر من ٩٠٠ بطاقة ،وبالتالي يتم التوزيع بمعدل ربطتين لكل أسرة بغض النظر عن عدد افرادها ، وهناك يوم عطلة المخبز الأسبوعية يبقى الناس بدون خبز فيها ،وهذه مشكلة يمكن تعميمها على الكثير من المخابز . .
وهناك نقاط أخرى لايوجد مجال لذكرها جميعا،ولكن نأمل أن يتم تلافي جميع الثغرات مستقبلا كي تحقق البطاقة الذكية أهدافها في تحقيق العدالة بين الجميع .

فيصل يونس المحمد