يشكل القانونان اللذان أصدرهما السيد رئيس الجمهورية مؤخراً ، بمنح المؤسسة العامة للإسكان قرضاً سنوياً بقيمة 5 مليارات ليرة ، لتنفيذ مساكن للعاملين في الدولة ، وبإحداث مراكز للتدريب المهني ، في قطاع التشييد والبناء في المحافظات ، يشكلان وحدة متكاملة ، لإطلاق عملية البناء والإعمار في سورية ، بإمكانات وخبرات وطنية ، وبموارد ذاتية ، من شأنها توفير مسكن لائق وصحي للراغبين ، وبأسعار مهما يكن حجمها ، فهي أقل من نظيرها في أسواق العقارات الجهنمية ، ويمكن تسديدها بآجال طويلة وبأقساط ميسرة ، وتظل أرحم مليون مرة من المضاربات والتلاعب بالعقارات ، التي تباع وتشرى اليوم بالقطع الأجنبي في معظم عمليات البيوع الفلكية !.
وقد وفر القانون الأول ، الكتلة المالية السنوية لمؤسسة الإسكان الوطنية ، لتنطلق بالبناء والتشييد دونما توقف وبكل المحافظات ، وهي قادرة على ذلك فعلاً بما تمتلكه من موارد بشرية ، وخبرات وطاقات هندسية وفنية خلاقة ، تشكل الـ 5 مليارات ليرة السنوية رافعة كبرى لنهوضها ، بمشاريع سكنية مميزة ومعقولة السعر من دون أي تعثر ، ولدوران عجلة العمل فيها من دون أي توقف .
ليأتي القانون الثاني رافداً للمؤسسة خصوصاً ، ولسوق العمل عموماً ، بكوادر مهنية كفوءة تسهم في رفع إنتاجية قطاع التشييد والبناء ، وزيادة نسبة مساهمته في الناتج المحلي ، ورفع جودة تنفيذ المشاريع ، لأنّ الكوادر الكفؤة أساس النجاح في أي عمل أو خطوة للنهوض والتطوير .
وباعتقادنا ، لهذين القانونين أهمية قصوى في جعل سورية ورشة عمل كبيرة ومتكاملة ، وسيكون لهما أثرٌ بالغٌ في توفير مساكن جيدة للمواطنين ، وفي سوق العقارات المجنونة التي ستعود إلى رشدها ، وتخفض أسعارها مجبرة بقوة المنافسة من القطاع العام ، الذي تمثله ههنا مؤسسة الإسكان ، التي دُعمَت دعماً كبيراً بهذين القانونين.
محمد أحمد خبازي