قدمنا أكثر من زاوية تدحض زيادة أسعار الأدوية غير المعقولة و المقبولة على حد سواء ، حتى قبل ذكر الموضوع على أي لسان آخر ، لأننا حذرنا بداية من موجة الغلاء ، ثم رصدنا ارتفاع الأسعار ، الذي بدأ بشكل تدريجي ، و فجأة حلق بعدها دون خجل أو وجل ، ضاربا عرض الحائط كل المحددات الأخلاقية و الرقابية ، لتكون علب الأدوية ملعبا خصبا للبعض من عديمي الضمير و أساتذة الاستغلال و لوي الأذرع ، لأننا نعلم و ببساطة ، بأن الدواء لا يمكن الاستغناء عنه ، إن كان في حالات المرض القاسية و العابرة الكثيرة هذه الأيام ، أو للمرضى أصحاب الأمراض المزمنة و الدائمة ، فالمريض و ذووه أمام خيار وحيد هو تأمين الدواء بأي طريقة كانت ، و على حساب أي حاجات أخرى حتى و لو كانت الحاجات الأساسية جدا للحياة ، لأن الدواء او الموت ، فالموت لا راد له ، لكن الدواء يجب تأمينه و لا يجوز الاستغناء عنه ، و هنا مربط الفرس تجاه من يستغلون حياة المرضى و يزيدون في أزمات البلد التي لا يدفع فاتورتها إلا المواطن الفقير المغلوب على أمره
شريف اليازجي