توجد مساحة شاسعة بين النظرية والتطبيق ،بين الكلام والوعود والعمل والتنفيذ على أرض الواقع،هذه الفروق الكبيرة يدفع ثمنها المواطنون .
فالتجارة الداخلية تصدر يوميا نشرة الأسعار بالمفرق والجملة ومايتعلق بتكلفة المادة لتصل ليد المستهلك،ولكن على ارض الواقع لانجد أحدا من التجار الكبار والصغار ملتزما بها،بل كل يبيع على هواه وتجد لديهم مبررات كثيرة وذرائع متعددة ، عدا عن حالات الغش والمخالفات ،وتسطر الضبوط التموينية و لكن لاحياة لمن تنادي فالأسعار مرتفعة والغش مستمر والمواطن يدفع الثمن…
ولجنة السير تحدد أجور نقل الركاب داخل المدينة وعلى الخطوط الخارجية مع المناطق وتشدد على الالتزام ولكن هيهات هيهات فجميع السائقين لا يلتزمون بالتسعيرة ويرفعون الأجور على هواهم وخصوصا أوقات الذروة ولهم حججهم وذرائعهم من المازوت إلى ارتفاع اسعار قطع التبديل والإصلاح ووو …،والمواطن المسكين يتبهدل ويتشنطط ويحشر مثل المكدوس ويدفع اجورا زائدة وكل التهديد والوعيد للمستغلين لايجدي نفعا…..
حددت البطاقة الذكية مخصصات الأسرة من الخبز التمويني ،وباتت الأمور واضحة وجلية في تحديد حاجة كل مخبز من الطحين،ولكن للأسف الجميع يعانون من نقص مخصصاتهم من الخبز وبتنا نخجل من ضيوفنا بسبب نقص الخبز ، ونطلب منهم ان يحضروا خبزهم معهم، وفي الوقت نفسه نجد من يبيع الخبز التمويني بأسعار باهظة،ونرى الخبز التمويني في المطاعم ، وهنا نجد فرقا بين الكلام والوعود والتطبيق على ارض الواقع ،والمواطن يدفع الثمن باهظا…
والقائمة تطول وتطول وألم المواطن يزداد ويزداد،والسؤال غير البريء ؟أين الخلل ؟ في الغسالة أم في المسحوق ؟ لماذا لانصارح المواطن بالحقيقة حتى لو كانت مرة ؟ لأنه بكل تأكيد سيتفهم المشكلة ويصبر على الغلاء والنقص في اي مادة، اما ان نبني له قصورا من وهم ووعودا لايمكن تحقيق نصفها او ربعها أو لاشيء منها،فهذا يزيد من معاناته وألمه.فالصدق والصراحة بين المسؤول والمواطن تساعد في تفهم الواقع وتحمل المصاعب مهما كانت كبيرة .
نحن نعلم حجم العقوبات والحصار على بلدناالحبيب ،وماخلفته حربنا ضد الإرهاب من معاناة وألم للجميع ، ولكن الفساد وعدم وجود مسؤولين على قدر المرحلة من المسؤولية والصدق والإخلاص يزيد على المعاناة والألم معاناة أخرى. فيصل يونس المحمد