على ضفاف العاصي : في الواقع

 تسقط من يديك أشياء دون أن تنتبه  كـريشة خفيفة الوزن والمعنى . 
كــ سقوط سيجارة من فم عجوز وهو يتكلم مع ظله فـيـدرك كم هـدر من التعلق بما لا قيمة ولامعنى له ولاجـدوى منه . 
كـــ سقوط حكم وأمثال وعـناوين وأسماء  كـنتَ تعلقها برأس الصفحة ومع كثافة السـواد وصعوبة الرؤية ،ثم طلوع الضوء وانكشاف العناوين من الهوامش تعود الصفحة بيضاء  . 
تهاجر الطرقات والبيوت من مكانها تلجأ إلى الأعالي 
 من أمامك يختفي كل شيء تلتفت كمن أضاع خطواته   
لعطر لطالما حلم به قصصاً وروايات . 
 الجو مظلم لا ينتمي إليك! مشبعٌ أنت بالحلم ! مشتاق  للواقع تنفض عنه الغبار ليتشكل أمامك صورة طبق الأصل مع بعض العلامات الفارقة عن الحلم . 
في الواقع تتأبط جملك التي كنتَ ترددها أمام كل النوافذ تمضي آخر المشوار والمارة يمضون لا أحد يخاطب الأخر ببنت فكرة تجلس على المقعد تتلفت إلى حيث أفنيت زمنك بجوارك فراغ أوسع مما تخيل رأسك.  
 تتسألُ عن هذا الكم الهائل من الغربة ، وتساقط الأشياء تباعا من رأسك تضغط على أنفك إذ تشم رائحة جديدة  
تصدر من تحت ذراع الواقع فتقول في الواقع لا أنوي فعل شيء سوى السرد عما لم أفعل . 
تكتب رسالة مؤثرة مبدوءة ب عزيزي /عزيزتي  
تذيلها بتوقيعك تدسها في جيب سترة ليلك  إذ تُصيبك الحيرة لمن ترسلها ! 
تضحك قبل أن تنهي كلامك عن الغـد ثم تعود أدراجك لـتربطُ طرف ثوبك بثوب الحلم ببضع دبابيس كانت في عروة الباب . 
نصره ابراهيم
المزيد...
آخر الأخبار