سمعنا قديما قصة إبريق الزيت التي لا نهاية لها ، و يبدو أن قصة الزيت هذه الأيام أيضا لا قرار لها ، حيث بات بورصة المواد الغذائية بامتياز ، فكل من يدخل محال الغذائيات يسارع على الفور بالسؤال : ما سعر ليتر الزيت اليوم ؟ لأن السعر يتغير يوميا و بارتفاع ملحوظ غير مبرر ، دون إن يكون له سقفا محددا حسب الارتفاعات الحالية ، حتى أصبح الزيت الأبيض الذي يقولون عنه أنه زيت دوار الشمس ، يضاهي زيت الزيتون الذي لا بديل له و لا يقارن بأي نوع آخر ، فنسي المواطن الغلاء الفاحش و صار يسأل : لماذا زيت دوار الشمس يرتفع بهذا الجنون ؟ و هل هناك أسباب مقنعة لذلك ؟ من جانب آخر تزامنت ارتفاع أسعاره بتوقف انتاج زيوت بديلة ، كزيت بذر القطن الذي ( كان ) سعره مقبولا نوعا ما ، و أيضا لم نلمس أسبابا واضحة لذلك التوقف ، بعدما سمعنا وعودا كثيرة حول موعد توفره بالأسواق ، لكن إن وجد خلال الأيام الحالية ، فهنالك زيادة في سعره لا ندرك أسبابها الحقيقية ، هنا في هذه المعمعة أخبرتنا الجهات المعنية ، بتوفر الزيت على البطاقة الذكية ، إسوة بالأرز و السكر ، لكن بعد فترة نكتشف عدم إدراجه مع المواد التموينية ، بل بالبيع المباشر عبر البطاقة ، هذا في حال ( توفره ) في صالات السورية للتجارة ، فإن توفر فإنه ينفذ سريعا و لا يستفاد منه السواد الأعظم ، لتزيد دهشتنا حول المكانة المرموقة التي تربعت عليها إحدى المواد الغذائية وطنية الانتاج و صارت مثلا نذكره يوميا ، لنلحظ بين كل الحيثيات التي ذكرنا ، تلاعبا بائنا بتلك المادة ، يدل على الاستغلال الواضح و الاتفاق الخفي حولها، فليس صدفة ( بالتأكيد ) تراتب ارتفاع سعره في الأسواق ، مع قلة توفره في جهات التدخل الايجابي و غياب البدائل المقبولة ، ليصبح ليتر الزيت الأبيض بورصة حقيقية نخاف عليه في بيوتنا و نقول يوميا : أنتبهوا للزيت ، قننوا استعماله ما أمكن .
شريف اليازجي