نصار الجرف
لعلكم تتذكرون أغنية “طاير قلبي ومابهدي” للفنان نعيم حمدي ، وأنا أقول لكم بأنه طاير عقلي ومابهدي ، من طيران الأسعار الخيالي ، وأن الحالة باتت أشبه بنيران الحرائق التي أصابت غاباتنا الجميلة ، (تنذكر وماتنعاد) حيث أكلت النار الأخضر واليابس ، وهكذا هو حال الأسعار يتزايد ويتسارع باضطراد ، دون رحمة أو شفقة من بعض تجار الجشع والطمع ، ودون حسيب أو رقيب ، حتى وإن نزل سعر الصرف أو ركد فإن الأسعار تبقى مرتفعة بانتظار قفزة جديدة وضربة جديدة موجعة للمواطن الغلبان ، الذي لا حول له ولا قوة ، حاله كحال حماية المستهلك التي ليس لها من اسمها نصيب ، فليس بمقدورها إلا التنظير والتهديد والوعيد والمواطن لم يلمس أي إجراء على أرض الواقع.
والشيء المحير فعلاً هو كيف يتم يقوم التجار بالشراء بسعر صرف المركزي بهدف الاستيراد ، وهم يبيعون بسعر السوق السوداء ، ألا من محاسبة أو قمع لهذه الظاهرة ، وكأنه بات المواطن آخر همهم وليس أوله فالمواطن لم يعد همه سوى الحصول على لقمة العيش وكل يوم بيومه ، حيث السكر زاد عن الألفي ليرة واللحوم البيضاء (الفروج) باتت صعبة المنال ، واللحوم الحمراء حدث عنها ولا حرج فالكثير من الناس لم تزر بيوتهم منذ أكثر من سنة وغدت من المنسيات وقس على ذلك. وهدي إن كان فيك تهدي.