انتشرت مؤخرا بزيادة ملموسة ظاهرة التعدي على أسس و معايير العلم الحقيقي تجاه التداوي بالأعشاب الطبية ، بالتأكيد هناك أسباب منطقية للاعتماد على بعض الدجالين المدعين للعلم و المعرفة في هذا المجال ، منها غلاء أجور الكشوف الطبية عند معظم الأطباء ، إضافة للارتفاع الفاحش لأسعار الأدوية بعدما فاقت المعقول و المقبول ، طبعا بالتوازي مع الوضع المادي المخجل لأغلب المواطنين ، أيضا لا بد لنا من الإشارة لقلة الدراية الواجبة و القناعة اللازمة بوجوب تطبيق الإجراءات الطبية الصحيحة التي يحددها الطبيب المختص فحسب ، هنا تظافرت كل الظروف لسهولة التعامل العبثي مع الأعشاب الطبية التي هي بالنهاية أدوية لا بد من التعامل معها بحذر ، حيث يعمل بعض مدعي معرفة خبايا الطبيعة على مزيج أكثر من عشبة ، و طحنها طحنا ناعما للتمويه و عدم كشف الغش المقصود ، مع طلب أسعار فلكية بحجة الشفاء الأكيد و الاعتماد على المواد الطبيعية ، لكن للأسف هنالك حالات صحية مؤسفة لبعض من اعتمدوا على تلك الخلطات العشوائية ، حيث بات الضرر الذي أصابها يمكن أن يحتاج لأعمال جراحية و متابعة طبية دقيقة و لمدة طويلة ، هنا لا نخفي أهمية الأعشاب الطبية ، و فوائد الاعتماد عليها ، فهنالك مشاريع زراعية حديثة لاستثمارها و إنتاج الأنواع الهامة منها ، للاستفادة العلاجية منها ، بشرط الأخذ بالأسباب و التعامل مع الاخصائيين بهذا المجال ، بالطبع ما دفعنا لزاويتنا هذه ، توعية أهلنا الأعزاء ما أمكن لهنات ممكن أن تجرنا لويلات صحية خطرة ، و الحذر تجاه كل دجال يحشر أنفه فيما لا يخصه ، فالصحة تاج على الرأس ، وجب الحفاظ عليها .
شريف اليازجي