أسئلة لا بدّ منها

 

عباس حيروقة

كثيراً ما يُسأل عن دور المثقف ومهام وواجبات المثقف لاسيما في أزمنة كهذه تضجّ بالفوضى وبالغربة والقهر والموات..
ففي كل اللقاءات التلفزيونية والإذاعية والصحفية تبادرك الجهة المضيفة بسؤالها هذا ويبدأ الحديث عن التحديات الكبرى والقضايا الإستراتيجية و..الخ فقد أشبع هذا الموضوع نقاشا وألف فيه عشرات الكتب ..
ولكن السؤال الذي طرحته ومن على غير منبر هو هل يتم التعامل مع المثقف بشكل يليق به وبثقافته ومشروعه ؟؟
..هل تم العمل على تعزيز دوره ؟؟
هل تم إعطاء الثقافة الاهتمام الواجب والدور المنوط بها عبر العقود الماضية ؟؟
ما هي صورة المثقف التي تم رسمها في نظر العامة والخاصة من أبناء شعبه ؟؟
هل حال المثقف في بلدنا يشابه حال المثقف في بلد عربي ؟؟ وهل حال المثقف العربي يقارب حال المثقف الأوروبي مثلاً
هل يتم رصد الميزانية الواجب رصدها للثقافة والإعلام والتربية كما في باقي الدول التي أسست لتعزيز ثقافة الكتاب والقراءة والعقل والبناء ؟؟
أسئلة وأسئلة كبرى لسنا في وارد انتظار الإجابة عنها فهي استنكارية أكثر منها استفسارية ولكن سقتها للحديث عن بعض الحالات التي يتم من خلالها استخلاص صورة المثقف الحقيقية لدينا..
على سبيل المثال لا الحصر سأطرح مسألة لأدلل على ما ذهبت إليه وهذا ما أضعه برسم وزارة الثقافة – مديرية الثقافة في دمشق .
أليس من المخجل في يومنا هذا أن تطلب إدارة مركز ثقافي من شاعر أو محاضر كان قد لبّى دعوتها للمشاركة في فعالية ما لديها من محافظات بعيدة أن تطلب لقاء صرف تعويض مشاركته وثيقة ( إخراج قيد ) أو بطاقة نقل الركاب التي تمنحها شركة النقل ( البولمان ) مثلا ليبرهن لهم انه قادم من خارج دمشق ويستحق التعويض المنصوص عليه في القرارات ذات الصلة؟؟
وهل يحتاج كل هذا لذاك ؟؟ وهل كل الأدباء أبناء مدن فيها شركات نقل لديها بطاقات خاصة بها ؟؟
والمخجل أيضا أنه حتى لو قدم ما طلب منه لن يتم منحه التعويض حتى بعد أشهر ؟؟
لماذا لم نجد هذا التعامل مع ضيوفنا من كتاب وأدباء في حماة مثلا او في طرطوس ؟؟وهل القرارات التي تتعامل بها ثقافة دمشق غيرها الموزعة على ثقافة حماة وغيرها ؟؟
وهذا ما يحدث مع معظم الأدباء الضيوف الذين يشاركون في برامج تلفزيونية وإذاعية ..- وهذا برسم وزارة الإعلام أيضا – إذ لا يصرف للضيف المشارك التعويض –إن وفق بإدارة برنامج ورفعت له اسمه ضمن جدول الاستحقاقات المالية- إلا بعد اشهر ورحلة عذاب بين قريته أو مدينته ودمشق وفي دمشق بين الإدارة المالية للتلفزيون والبنك و..الخ
هل بلغ الأمر من الصعوبة أن توجه وزارة الإعلام بصرف مكافأة الضيف حال خروجه من الاستديو مثلاً ؟؟
لماذا يتم تحويل المثقف إلى معقب معاملات أو رجل يتسول مكافأته هنا وهناك ؟؟
أليس هذا من حقه لا سيما وأسئلة الحياة الكبرى الخانقة ؟؟
هي ذي أسئلة لا بد منها ولا بد للجهات المعنية من العمل على الإجابة عنها

المزيد...
آخر الأخبار