لأن شهر آذار شهر الخير ..شهر السعود كما يقال (سعد السعود – سعد بلع – سعد الخبايا ) أي شهر المطر والجمال فيه تبدأ الأرض كتابة قصيدتها الأجمل والأكثر دهشة ورعشة ..ترتدي أمنا الأرض أبهى ثيابها وأنقاها ويضوع عبير شذاها في الآفاق..يدخل كل مدينة وقرية وبيت..
شهر آذار شهر الأعياد والمناسبات والتبريكات وتبادل الهدايا وصناعة الحلوى والأطعمة الخاصة بمناسبات خاصة أيضا
بدءاً من عيد المرأة العالمي المصادف في الثامن منه وأيضا في الحادي عشر منه يوم الأبجدية وفي العشرين عيد الشعانين كما يصادف في الواحد والعشرين منه عيد الأم وأيضا عيد الشعر أو اليوم العالمي للشعر وكذلك في ذات اليوم عيد الربيع أو عيد ( النيروز) بدء دورة حياة جديدة في الطبيعة ..
وفي الثاني والعشرين كذلك اليوم العالمي للطفل إضافة إلى أعياد ومناسبات دينية أخرى كثيرة مثل : خميس الأسرار وعيد البشارة والجمعة العظيمة وعيد الفصح ..الخ
وأيضا عيد المعلم .. و..الخ من مناسبات وأعياد كونية ..عالمية عدا عن تلك الأعياد الوطنية والقومية
وما يمكن ان نتحدث به هنا في هذه المادة عن العيد الذي يحتفل العالم كل العالم في هذه الأيام وبالتحديد في الثامن من هذا الشهر بمناسبة عيد المرأة العالمي , هذا اليوم الذي يعتبر تكريما للمرأة وتقديرا لإنجازاتها على الصعد كافة السياسية والفكرية والاقتصادية ودون الخوض في أسباب ومسببات تحديد هذا اليوم كعيد لها يمكن أن أقول إن الحديث عن يوم المرأة العالمي في عيدها هذا هو حديث عن المرأة السورية الأولى والكبرى عشتار ..
هو حديث عن ربة الجمال والخصب والحب.
كل هذا وذاك تمثّل وتجسّد أمامنا في شخصية المرأة السورية لاسيما في السنوات العجاف الماضية من الحرب المدمرة التي طالت كل شيء من بشر وشجر وحجر.
المرأة السورية التي كانت أكثر المتضررين لا بل وكأن الحرب كل الحرب قامت ضدها فهي الأم والابنة والحبيبة والزوجة والأخت ..هي المشردة ..الحاملة على منكبيها وعاتقها وزر عالم قبيح يرفل بالفساد وبالخراب وبالتشوه ..عالم أفرز ما أفرزته أدواته الموغلة في الحقد والعفن من حرب جاءت لتحرق كل حقول قمح سورية وتلوث بياض حقول القطن بعفن الكهوف وظلام الكهوف.
المرأة السورية الموغلة في تاريخها الحضاري الجمالي
نعم هي المرأة السورية التي حولت بأنامل روحها كل رصاص العالم ودوي قنابله وصواريخه وآلات حربه المجنزرة إلى موسيقى وأناشيد وأسراب فراش فكنست بقايا سوادهم ووزعت على الشرفات ورودا وعصافير
هي ذي المرأة السورية في عيدها والتي تواصل في يومنا هذا محاربة ألسنة وأسنة الحصار الممتدة من الداخل والخارج بإيمان مطلق وبابتسامات نبوية ملائكية تشي بخلاص قريب.
المرأة التي أرضعتنا حليب الانتماء والوفاء فزفتنا شهداء أولياء وقديسين ..
إن الحديث عن المرأة في عيدها هو حديث عن الوجه الأجمل والأنقى للحياة حديث عن أهم أسباب ومقومات الحياة .
..حديث عن الحب والجمال والخير والسلام ..حديث عن النور والضوء والماء والخير كل الخير ..
المرأة السورية هي ذاتها التي تطلق كل أسراب الفراش ..العصافير.. تجاه نبضنا فتتركنا نجوما وأفلاكا وأقمارا ندور في مداراتها..نكتب القصائد علّنا نرقى ونرتقي بلغتنا قبالة بياضها الكثيف الكثيف.
عباس حيروقة
عباس حيروقة