وصفات الصبر

 

يقول المثل الحديث حاليا : ما اجتمع اثنان إلا و كان الغلاء حديثهما ، هذا ما يحدث معنا جمعيا ، فكل جلسة مهما كان نوعها و شكلها و أطرافها ، لا بد من ذكر انفلات السوق على الغارب ، و غياب الرقابة المخجل الذي بات من المسلمات اليومية ، لكن الجديد تماما هو انقلاب التسعيرة مرات عدة في اليوم الواحد ، حيث لم تسجل حالة مثلما نشاهده يوميا عبر أجيال خلت ، أي أن ارتفاع الأسعار هو سمة العصر و خاصة في السنوات الماضية ، لكن تقلب التسعيرة اليومي
والارتفاعات اللحظية ، هذه الحالة لم تمر علينا و على من كانوا قبلنا ، لذا نقف أمام حيثيات السوق كافة مدهوشين متسائلين غير مستوعبين ما يحدث ، ننتظر ما غاب عنا و عن التلاعبات التي نلمسها ، و يبدو أن الجزء الأكبر من دهشتنا هو الصمت المطبق للجهات المعنية و المسؤولة عن تنظيم التعاملات النقدية بين المستهلك و باقي الأطراف ، هنا تبدأ تلك الجلسات فيما بيننا بانتهاج طرق للترفيه و التخفيف من وطأة الوضع المادي القاسي ، و نتبادل وصفات للصبر ، علها تجدي نفعا ، لكن في نهاية كل حديث ، لا يبقى إلا الصبر قائما كلاما و فعلا ، فالمواطن لا يملك شيئا غيره ، يتسلح به و ينتظر الفرج الذي لم تتضح معالمه حتى اللحظة .

شريف اليازجي

المزيد...
آخر الأخبار