ازدهار صقور
تعتمد بعض التمارين الراحة النفسية على الصمت والتامل ليخرج بعدها الشخص براحة نفسية كبيرة . كما يرى منظرو الحكمة ان الصمت هيبة ، حكمة بل هي لغة بحد ذاتها فيقولون إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب . ولكن الصمت في بعض حالاته يغدو مزعجا ومؤلما كما هو اليوم في الصمت الحكومي تجاه كل ما يحيط بنا من قضايا معيشية هامة ومهمة وتحتاج لتفسير وتوضيح وشرح،
فجميع ازماتنا التي طالت متطلبات حياتنا تحتاج لمن يشرح لنا اسبابها وحلولها وطريقة الخروج منها.
فبعد اسبوعين من طوابير السيارات على محطات البنزين ونفي وزارة النفط عن وجود ازمة ، اخيرا خرجت الوزارة عن صمتها واكدت ان العقوبات وتاخر وصول التوريدات خلقت ازمة .
لكن حتى اليوم وبعد سنوات من الارتفاع اليومي للاسواق لم تحذو وزارة حماية المستهلك عن صمتها القاتل لتشرح لنا سبب هذا الارتفاع وكيفية المعالجة او حتى توضح ماهي الاسباب والحلول ، هذا الصمت الذي طال لسنوات فتح الباب عريضا اما التجار ليتحكموا بالاسواق ويحددو الاسعار كل حسب مزاجه ، لا بل واكثر من ذلك لتحذو الوزارة حذو تجار السوق وترفع هي الاخرى اسعارها بشكل كبير غير ابهة بكل ما يحيط المواطن من غلاء معيشي لم يعد يطاق ، وآخر قراراتها الخنفشارية تسعير البصائع بالسعر الرائج المحدد من قبل التاجر لعدم وجود بيانات بالكلفة الحقيقية وتركت السوق لذمة التاجر ونحن نعلم ان ذمتهم واسعة .
نحن اليوم بامس الحاجة لمن يخرج ويقول لنا ما يحدث ويخبرنا بحقيقة مايجري والى اين سنصل ، فليس كل الصمت حكمة لان بعضه قاتل ، كما ليس السكوت علامة للرضا بل هي دليل يأس وقهر وانعدام للأمل.