لا يهمُّ المواطن ما تخفيه الحكومة أو ما تعلنه ، من إجراءات لضبط فلتان الأسعار بالأسواق ، وكبح جماح القطع الأجنبي بالسوق السوداء ، وضرب المضاربين به وإغلاق شركاتهم ومكاتبهم، بل كل مايهمُّه ويعنيه، هو أن تنخفض أسعار المواد الغذائية الأساسية ، والضرورية لحياته اليومية ، التي أمست أشبه بالجحيم ، بارتكابات أولئك المتاجرين بلقمة عيشه ، وبمقدرات البلاد والعباد .
فماذا يعني المواطن إذا ضبطت الجهات المعنية، عددًا من المتاجرين بالقطع الأجنبي بطرق غير مشروعة ، مادام سعر لتر زيت القلي لم ينخفض ولو عشر ليرات ، وظلَّ محلِّقًا بالأعالي ، وبمنأى عن المواطن.
وماذا يعني المواطن مئات أو آلاف الضبوط التموينية ، بحق التجار والباعة الذين يتقاضون أسعارًا زائدةً ، مادام كيلو البندورة ساحلية المنشأ بأكثر من 1000 ليرة !!.
قد تكون تلك الإجراءات مهمة ـ بل هي مهمة فعلًا ـ ولكن المواطن يريد أن يلمس آثارها بحياته المعيشية ، وفي أسعار المواد التي تثب كل يوم وثبًا عاليًا ، وتلوِّحُ له مودِّعةً “باي باي يا غالي” !.
يريد أن يشتري ماتحتاجه أسرتُهُ من مستلزمات ضرورية ، تكفيها يومها وتسدُّ بها رمقها ، من دون أي مشكلة نفسية أو مادية.
يريد أن يوفر الحدَّ الأدنى من مقومات العيش الكريم ، وأسباب الحياة لأفراد أسرته ، في هذه الظروف الصعبة ، التي يعاني منها مايعانيه ، ولا يعلم غير الله كيف يتدبَّرُها ، وينفق فيها على إطعام أسرته ، الإطعام فقط ولاشيء غيره.
محمد أحمد خبازي