في زمن فوضى الأسعار وفلتان الأسواق يصبح كل شيء مباحا امام بعض التجار المتلاعبين وبعض أصحاب محطات الوقود ، ويصفون سلوكهم بالشطارة والفهلوية، بينما تزداد خيبة المواطنون
يوم الأحد الماضي وقفت كغيري من المواطنين في طابور البنزين على محطة محروقات /أ س / في نهر. البارد ورصدت لحظة بلحظة مايجري وبعد طول انتظار بسبب المخالفات الكثيرة وبرعاية المسؤولين عن تنظيم الدور ،عدت بخفي حنين عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، وفي اليوم التالي وقفت كذلك في الطابور امام كازية/ إ ج /في سلحب ولم يكن امامي اكثر من أربعين سيارةعلى الدور النظامي،وبسبب الفوضى العارمة والشطارة والتجارة كذلك انتظرت أكثرمن خمس ساعات من بدء عمليات التعبئة بغض النظر عن الوقوف على الدور منذ الصباح الباكر،وكذلك الامر لم يحالفني الحظ،لأن صاحب الكازية اعلن عن انتهاء البنزين عند العاشرة تقريبا
بحساب بسيط :كان أمامي ٤٠ سيارة تماما وعندما انتهى كان مايزال أمامي ٢٠ سيارة وفي الطابور الثاني ٤٠ سيارة ايضا ،والذين خالفوا الدور ١٢٠ سيارة ،وكل سيارة مخصصاتها ٤٠ ليتر اي ان الكمية المعبأة على أكثر تقدير ٨الاف ليتر ،فأين ذهبت ٤ الاف ليتر لأن نصف الطلب ١٢ ألف ليتر كماتعلمون،هناك عدة احتمالات منها ان لديه بطاقات لمعارفه واصحابه ومن لف لفهم،وهذا احتمال وارد،أو خبأها بعلم المعنيين ليتصرف بها إلى السوق السوداء .أو أنه لم يتم منحه الكمية المخصصة له واضطر لهذه الطريقة من التوزيع
اعتقد ان هذه الحالة التي عشتها مثل الكثيرين إلا بأنها حالة من زيادة المعاناة والألم للمواطن بل أكثر من ذلك، وتشجيع على المخالفة ،والمسؤولية يتحملها القائمون على تنظيم الدور الذين يكسبون من جراء الفوضى لتمرير المخالفين ،بل أقول جازما أنهم يخلقون هذه الفوضى عمدا ليحققوا اكبر قدر من الكسب غير المشروع ..والمشكلة أن لااحدا يسمع صوت المواطن المغبون الذي لاحول له ولاقوة ولا يجد من ينتصرله ويعيد له حقه المسلوب بمباركة الذين يتوجب عليهم الدفاع عنه وحفظ كرامته.
وطبعا دور البنزين ينسحب على مختلف الطوابير الاخرى من مازوت وخبز وغيره..
الا يكفي المواطن مايعانيه من الغلاء الفاحش ،وما يثير الازعاج أنه يتم ذلك على مرأى الجميع والجهات الرقابيةالذين يسجلون ان العملية بنجاح،والأمو تسير على خير مايرام.
فيصل يونس المحمد