عناوينٌ..عناوين ..

 

*حبيب الإبراهيم

تشكّل العناوين ،وهي إحدى اهم مفاتيح التعارف والتلاقي  والجذب والإبهار،مضمون وهوية او ماهية المُرسل ،سواء المكتوب او الملموس،  او المُشَاهد، وهذه العناوين في عالم الإعلام بكل انواعه وأصنافه ومسمّياته يتم الاشتغال عليها بحرفيّة ومهنيّة عالية، لأنها كما أشرنا تعدُّ عنصراً هاماً وحيوياً في استحواذ القارئ  او المُتابع ،ولعلّ المثل الشعبي أصاب الحقيقة ،ولم يذهب بعيداً عندما ذكر أن «المكتوب يٌقرأ من. العنوان »
وهي إشارة ضمنية تعطي انطباعاً أولياً عن المُرسِل والمُرسَل إليه، مضمونه، محتواه، ثقافته،فكره،  مستواه التعليمي والاجتماعي ،و….
في عالم الصحافة والإعلام هناك تركيز واضح على العناوين، بحيث تكون جذابة، تستقطب القارئ، تُحاكي عقله ووجدانه، عاطفته وشعوره ، فيبدو أكثر انشداداً وجذباً  لهذه الوسيلة الإعلاميّة سواء أكانت مطبوعة أو مسموعة أو مرئية ، وعندما تكون العناوين باهتة، باردة،شاحبة،  تقليديّة ينصرف عنها المُتابع  إلى وسيلة إعلاميّة أخرى، ففي عالم الصحافة المقروءة  عندما يُبهَر القارىء بالعناوين لا يتردد أبداً في  شراء او اقتناء هذه الصحيفة أو المجلة لأنه يجد ضالته فيها ويحقق الفائدة والمتعة. 
وكم من قارئ يقف متأملاً أمام كشك لبيع الصحف والمجلات، أو بسطة للكتب في هذه الزاوية أو تلك، يحدّق ويتمعّن، ينقّل بصره بين هذا العنوان وذاك،  وليتوقف مليّاً عند عنوان استهواه، أحبه.. أرضى فضوله ،يدفع ثمن المطبوعة أو الكتاب بلا تردد ويمضي، يتأبطه بفرح طفولي وكأنه عثر على كنز ثمين …؟
يختلف الكتّاب والصحفيون في طريقة اختيار العناوين كلّ حسب طريقته وثقافته وأسلوبه، وهذا بكل تاكيد يعطي للمادة حيّزاً أكبر من الاهتمام والمتابعة من القارىء أو المستمع أو المُشاهد…
البعض من الكتّاب والإعلاميين،  يختار العنوان أولاً ثم يبدأ بكتابة المادة ونسج خيوطها وأفكارها وينثر من طيب حروفه كلمات حيّة، نابضة ، والبعض الآخر يكتب المادة وعندما ينتهي منها  يختار العنوان بتمعن ودقة،وهناك فريق ثالث يكتب بالطريقتين وله في ذلك مبررات وحيثيات كثيرة.
ولا يمكن تفضيل طريقة على أخرى لأن لكل واحدة منها روادها وعشاقها، وهذا التنوع بكل تاكيد يضيف للمادة غنىً وحيوية.
قد يقول قائل وما فائدة العنوان إن كان مضمون المادة ضعيفاً أو هزيلاً أو ليس بذي قيمة؟ !
بكل تاكيد عندما تكون المادة غنية وذات قيمة للقارىء ستعكس عنواناً شيّقاً، جميلاً يستمد جماله وروعته من روح وقلب الكاتب الذي نثر حروفه على بياض ٍيحاكي القلب والعقل والوجدان.
هذه العناوين تعكس لغة التواصل الأولى بين الناس، والتي تُضيف الكثير من التامّل والمعرفة ،وهي بكل تاكيد تختصر مقولات ومقولات لتصل الرسالة إلى المتلقي بشفافية وصدق .
تظل العناوين مؤشراً على الوفاء، وبوابات مفتوحة على المدى الواسع ، منها تستمد الكلمات بعضاً من الألق والإبداع للوصول إلى غايات جميلة ونبيلة لا توصف.

المزيد...
آخر الأخبار