نبض الناس : الشوندر و الحكومة!

    لمسنا خلال مرافقتنا وزير الصناعة يوم الأربعاء  الماضي بجولته في شركة سكر تل سلحب  ،  ولقائه قبل ذلك  ،  مزارعي الشوندر  السكري والمعنيين به  ،  لمسنا  اهتمامًا حكوميًّا جديًّا  وبالغًا  ،  بإعادة زراعة هذا المحصول الاستراتيجي المهم  ،  بمجال زراعة حماة والهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب  . 
  إذ أكد الوزير غير مرة للفلاحين  ،  أن الحكومة ستوفر لهم كل مستلزمات زراعة الشوندر وإنتاجه   ،  وفق الخطة الزراعية المقررة،  التي اعتمدتها وزارة الزراعة  ،  والمتضمنة زراعة 5 آلاف هكتار من أراضي الغاب ونحو 3 آلاف هكتار بريف حماة  ،  شريطة إبرامهم عقود مزارعة مع الشركة  ،  لضمان تأمين نحو 400 ألف طن اللازمة لدورتها التسغيلية المجدية اقتصاديًّا . 
   وكرر  الوزير  على مسامع الفلاحين ، أن السعر التشجيعي الذي أقرته الحكومة لطن الشوندر  ،  وهو 175 ألف ليرة  ،  ليس نهائيًا  ،  رغم أنه وضع بعد دراسة مستفيضة لتكاليف الزراعة والإنتاج والتسويق والنقل  ،  وفق الأسعار الرائجة في يومنا الراهن بالسوق السوداء ،  وإذا ارتفعت فستزيد الحكومة ذاك السعر التشجيعي  ،  ليناسب الفلاحين ويحقق لهم ربحًا صافيًا مجزيًا أيضًا  . 
  بمعنى أن الحكومة رمت الكرة بملعب الفلاحين كما يقال بالمتداول الشعبي. 
  وقد بدد الوزير مخاوف الفلاحين  التي عرضوها له  ،  من  حيث التأخر بتسليمهم البذار والمازوت الزراعي  ،  والتجاوزات بتسليم المحصول والتلاعب بنسبة الحلاوة والإجرام  ،  كما كان يشوب  موسم التسويق فيما سبق ، حيث أكد لهم أن مامضى قد مضى ولن يتكرر مطلقًا.
  وأن الموسم القادم سيكون مميزًا بالجدية والمتابعة المستمرة  ، والرقابة الشديدة لعمل لجان الاستلام وتحديد نسبة الحلاوة والإجرام.
  وباعتقادنا، الحكومة جادة هذه المرة بإنجاح زراعة الشوندر السكري ، وفي دعم منتجيه دعمًا حقيقيًّا ماديًّا ومعنويًّا  ، وفي تشغيل معمل سكر تل سلحب  ، بعد توقفه نحو 5 سنوات. 
  وما أكده الوزير للفلاحين  ، أكده المحافظ أيضًا، الذي وعدهم بتقديم كل مايحتاجونه لزراعة الشوندر  ، وكل التسهيلات الممكنة  ،  لتسليم محصولهم للشركة.
  والأمر الآخر الذي لمسناه أيضًا، هو رغبة الفلاحين الحقيقية بزراعة الشوندر مجددًا  ، إذا ماتوافرت لهم سبل ذلك.
  وما نأمله نحن كصحافة  ، أن تتحقق رغبة الحكومة والفلاحين، وأن تدور آلات معمل سكر سلحب مجددًا لتنتج السكر  ، والميلاس والخميرة  ، كسابق عهدها.
  بل نأمل أن تعود كل شركاتنا الصناعية المتوقفة  ، إلى العمل والإنتاج  ، ليعمم الخير ويتحسن اقتصادنا الوطني  ، لينعكس ذلك خيرًا على الوطن  والمواطن  .  
              محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار