لمسنا خلال مرافقتنا وزير الصناعة يوم الأربعاء الماضي بجولته في شركة سكر تل سلحب ، ولقائه قبل ذلك ، مزارعي الشوندر السكري والمعنيين به ، لمسنا اهتمامًا حكوميًّا جديًّا وبالغًا ، بإعادة زراعة هذا المحصول الاستراتيجي المهم ، بمجال زراعة حماة والهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب .
إذ أكد الوزير غير مرة للفلاحين ، أن الحكومة ستوفر لهم كل مستلزمات زراعة الشوندر وإنتاجه ، وفق الخطة الزراعية المقررة، التي اعتمدتها وزارة الزراعة ، والمتضمنة زراعة 5 آلاف هكتار من أراضي الغاب ونحو 3 آلاف هكتار بريف حماة ، شريطة إبرامهم عقود مزارعة مع الشركة ، لضمان تأمين نحو 400 ألف طن اللازمة لدورتها التسغيلية المجدية اقتصاديًّا .
وكرر الوزير على مسامع الفلاحين ، أن السعر التشجيعي الذي أقرته الحكومة لطن الشوندر ، وهو 175 ألف ليرة ، ليس نهائيًا ، رغم أنه وضع بعد دراسة مستفيضة لتكاليف الزراعة والإنتاج والتسويق والنقل ، وفق الأسعار الرائجة في يومنا الراهن بالسوق السوداء ، وإذا ارتفعت فستزيد الحكومة ذاك السعر التشجيعي ، ليناسب الفلاحين ويحقق لهم ربحًا صافيًا مجزيًا أيضًا .
بمعنى أن الحكومة رمت الكرة بملعب الفلاحين كما يقال بالمتداول الشعبي.
وقد بدد الوزير مخاوف الفلاحين التي عرضوها له ، من حيث التأخر بتسليمهم البذار والمازوت الزراعي ، والتجاوزات بتسليم المحصول والتلاعب بنسبة الحلاوة والإجرام ، كما كان يشوب موسم التسويق فيما سبق ، حيث أكد لهم أن مامضى قد مضى ولن يتكرر مطلقًا.
وأن الموسم القادم سيكون مميزًا بالجدية والمتابعة المستمرة ، والرقابة الشديدة لعمل لجان الاستلام وتحديد نسبة الحلاوة والإجرام.
وباعتقادنا، الحكومة جادة هذه المرة بإنجاح زراعة الشوندر السكري ، وفي دعم منتجيه دعمًا حقيقيًّا ماديًّا ومعنويًّا ، وفي تشغيل معمل سكر تل سلحب ، بعد توقفه نحو 5 سنوات.
وما أكده الوزير للفلاحين ، أكده المحافظ أيضًا، الذي وعدهم بتقديم كل مايحتاجونه لزراعة الشوندر ، وكل التسهيلات الممكنة ، لتسليم محصولهم للشركة.
والأمر الآخر الذي لمسناه أيضًا، هو رغبة الفلاحين الحقيقية بزراعة الشوندر مجددًا ، إذا ماتوافرت لهم سبل ذلك.
وما نأمله نحن كصحافة ، أن تتحقق رغبة الحكومة والفلاحين، وأن تدور آلات معمل سكر سلحب مجددًا لتنتج السكر ، والميلاس والخميرة ، كسابق عهدها.
بل نأمل أن تعود كل شركاتنا الصناعية المتوقفة ، إلى العمل والإنتاج ، ليعمم الخير ويتحسن اقتصادنا الوطني ، لينعكس ذلك خيرًا على الوطن والمواطن .
محمد أحمد خبازي