كنا قد تحدثنا في مادة سابقة ومن هنا من على هذا المنبر الوطني ( الفداء ) الذي نعتز به عن شهر آذار شهير الأعياد والمناسبات ..شهر الجمال والجلال والحب والخصوبة..وتناولنا غير مناسبة آنذاك ولكن ما يمكن الحديث عنه هنا في هذا الحيّز هو عن مناسبة جد هامة كثر الحديث عنها في السنوات أو العقود الثلاثة الخير ألا وهي اليوم العالمي للشعر والذي يصادف في الحادي والعشرين من كل عام متزامناً مع عيد الأم ..
لاشك أن جلّ الصحف والفضائيات ستفرد الساعات الطوال للحديث عن عيد الأم وعن أهمية الأم ودورها لذا سنتناول بالحديث عن اليوم العالمي للشعر ..ما اليوم العالمي للشعر ..كيف تم اختياره ..وما مناسبة الاختيار ومن قام بالاختيار وأين وكيف ..الخ ؟؟
ولن أدخل هنا في تعريف الشعر لغة واصطلاحا ولن أبحث في تجارب أساطينه وسدنته أو في أنواعه ولن أتطرق على عناصره الفنية وخصائصه وأقسامه ومدارسه ولن ..ولن ..الخ لأنني أخال أنني لن آتي بجديد ..
لننتقل مباشرة للحديث وبتوسع عن ماهية عيد الشعر أو اليوم العالمي للشعر والآلية التي تم العمل من خلالها لإشهار هذا اليوم من كل عام يوم الحادي والعشرين من شهر آذار يوما عالميا للشعر
تعود جذورها إلى عام 1997 حين أقيم في باريس ولمدة أسبوعين مهرجان ( ربيع الثقافة الفلسطينية) إذ أطلق فيه ثلاثة شعراء فلسطينيين وهم ( محمود درويش – فدوى طوقان – عزا لدين المناصرة ) مبادرة تخصيص يوم عالمي للشعر وعرفت آنذاك بالمبادرة الفلسطينية وتم رفعها إلى مدير عام اليونسكو – منظمة المم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة بعنوان ( الشعر شغف الإنسانية – بوصلة العالم ), وفي سنة 1998 توجه بيت الشعر بالمغرب بدعم من المملكة المغربية بطلب في الموضوع نفسه فقامت المنظمة بإرسال هذا المبادرة على أكثر من ثلاثين منظمة ثقافية في العالم وبعد ذلك تبنتها فأعلنت اليونسكو في مؤتمرها العام، من الدورة الثلاثين التي عقدت بباريس في عام 1999، إعلان يوم 21 مارس يوما عالميا للشعر.
والأجمل ما في هذه الخطوة بيان التأسيس إذ جاء فيه :
الهدف الرئيسي الهدف الرئيسي من ذلك هو دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، ولإتاحة الفرصة للغات المهددة بالاندثار بأن يُستمع لها في مجتمعاتها المحلية. دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، ولإتاحة الفرصة للغات المهددة بالاندثار بأن يُستمع لها في مجتمعاتها المحلية، وعلاوة على ذلك، فإن الغرض أيضا من هذا اليوم هو دعم الشعر، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، وتعزيز تدريس الشعر، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم وغيرها، كما أن الهدف منه أيضا هو دعم دور النشر الصغيرة ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام بحيث لا ينظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلا قديما من أشكال الفن.
ومن أجمل ما لفت إليه البيان هو حاجة العالم الكبيرة اليوم وتعطشها لبعض الاحتياجات الجمالية ورأت أن الشعر يمكنه تلبية هذه الاحتياجات إذا اعترف بدوره الاجتماعي في مجال التواصل بين البشر حيث يشكل أداة لإيقاظ الوعي والتعبير عنه
كلّ آن والشعر أكثر قدرة على تبديد قبح العالم وتعزيز الجمال والمحبة والخير
عباس حيروقة