حتى اللحظة لم تستطع الجهات المعنية حل لغز النقل في المحافظة، وضبط إيقاع السرافيس العاملة بين مركز المحافظة والمناطق من جهة وبين مراكز المناطق والقرى في الريف من جهة أخرى ، مع الأنغام التي تريح الراكب في إيجاد وسيلة نقل تقله من وإلى مكان عمله بيسر وسهولة.
المواطن يشكو كثيرا من الشنططة والانتظار والدفش والعربشة وكبس المكدوس والتخليل والاستغلال ،والسائق ينافسه بالشكوى من المازوت والاصلاح وارتفاع الاسعار والخسارة ،والمسؤولون عن ملفات النقل يكتبون المجلدات عن بطولاتهم في الضبط والتنسيق والسيطرة والسهر على راحة بال الراكب المدلل.
شكوى المواطن مع شكوى السائق مع بطولات المعنيين تؤدي إلى نتيجة واحدة يجب الاعتراف بها،أزمة نقل خانقة،فالمواطن لايتوقف عن التفكير كيف سيؤمن وسيلة نقل للذهاب إلى عمله والعودة إلى منزله بلا شرشحة ، لتأتي مشكلة النقل لتدق في رأسه المتورم اصلا من كثرة البلاوي اليومية التي يكابدها..
أحد السائقين أوقف سيارته على موقف سرفيس خط آخر في الكراج وطلب أجرة مضاعفة لانه تطبيق ولا أحد يستطيع أن يقدم شكوى ضده،فمن يرغب مجبرا فليركب، ومن لم تعجبه التسعيرة فلينتظر أو ليذهب سيرا على الأقدام إلى منزله،هذا والساعة لم تتجاوز الثانية عشرة ظهرا،وكلما تأخر الوقت قليلا فالأجرة بازدياد..
هذا هو واقع النقل بمشكلاته اليومية وتفاصيله المؤلمة التي لايعلمها إلا من يعيشها..
صدح راكب مكبوس مع ثلاثة من زملائه في المقعد مثل المكدوس بأغنية :ياشوفير دوس دوس …فتبسم السائق ابتسامة صفراء وهو ينظر إليه في المرآة، وقاطعه قائلا :تبدو مسرورا جدا،فقال ساخرا:أحسن من هيك مافي.. .
فيصل يونس المحمد