لم يعد المنزل يدغدغ أحلام الشباب السوري ، بل بات كابوسا يؤرق ليلهم ويقض مضجعهم ، ولم يعد الحديث عن غرفة وملحقاتها يلامس الملايين القليلة ، بل لابد ان يكون بعشرات الملايين التي لا يمكن امتلاكها بسنوات الخدمة الوظيفية حتى لو كانت تعادل نصف حياة .
فبعد ان لامس طن الحديد اليوم الأربعة ملايين وأقل منه بقليل طن الاسمنت ، وما يماثلها من متممات أخرى ، لا يمكن الحديث عن امتلاك منزل الاحلام حتى لو كان أجارا .
لو اجرينا حسابا بسيطا لراتب موظف فئة اولى يبلغ أقصاه ٦٠ ألفا وبعد ٢٥ سنة خدمة يبقى فيها دون طعام او شراب. و دون زيارة الطبيب بمرض ودون ادنى متطلبات حياة اخرى سيكون قد جمع مايقار ١٨ مليون وهذا المبلغ اليوم لا يمكنه من اشادة منزل او حتى شراءه في الريف النائي. وفي تقرير اقتصادي يتحدث عن الادخار بالعقارات يؤكد الخبير ان الادخار لمن يملك اكثر من الخمسين مليون، وهو يعطينا فكرة واضحة عن موقع المواطن العادي عموما والموظف خصوصا بألافه القليلة من سوق العقارات حاليا .
حكومتنا.. مشكلاتنا الكثيرة لم تعد تعد او تحصى ، وأحلامنا الكبيرة نسيناها ، واقصى احلام مواطننا اليوم هو التفكير في كفاف يومه فكيف به يجرؤ على ما هو اكثر وقد فشلت الكثير من حلولكم.
ازدهار صقور