ثمَّة رسائل مهمة أطلقها السيد الرئيس بشار الأسد أمس ، خلال ترؤسه الاجتماع التوجيهي للحكومة ، عنوانها العريض “المواطن أولًا وأخيرًا وقبل كل شيء” لأنه ببساطة شديدة هو الوطن.
لقد ركز السيد الرئيس على مكاشفة الناس بالواقع ، بمنتهى الشفافية ، وتبيان الإمكانات المتاحة ، في حل مشكلاتهم حتى لاتتراكم ، وشدد على ضرورة التدخل بقوة لنصرتهم من التجار المستغلين ، الذين يتحكمون بأسعار المواد الأساسية في الأسواق بين ساعة وأخرى ، وضرورة اعتماد الأتمتة والدفع الالكتروني لما لهما من أهمية قصوى بمكافحة الفساد.
وبالطبع ماورد في كلمة السيد الرئيس من رسائل، ليس موجهًا للحكومة بوزرائها فقط ، وإنما لكل مسؤول بالدولة كبيرًا كان أم صغيرًا ، وزيرًا كان أم مدير دائرة أو رئيس بلدية في قرية نائية !.
وباعتقادنا، بعد هذه الرسائل التوجيهية ، سنشهد حَراكًا حكوميًّا على مختلف المستويات ، نأمل أن يكون بمستوى تطلعات الناس المنهكين معيشيًا واقتصاديًّا ، والمتعبين من المتلاعبين بمشتقاتهم النفطية ولقمتهم ، ومن الغلاء الفاحش ، الذي ليس المضاربة بسعر الصرف كل أسبابه ، وإنما ـ وكما ذكر السيد الرئيس ـ اللصوص من التجار الذين يرفعون أسعار موادهم المخزنة بمستودعاتهم بين ساعة وأخرى من أهم الأسباب.
واليوم بات المطلوب من الحكومة أكثر من أي وقت مضى ، التدخل بقوة لمواجهة حيتان المال والمتلاعبين بمقدرات البلاد ولقمة العباد ، والتشدد بالعقوبات من دون أي تردد.
وعندما يوجه السيد الرئيس بذلك ، يعني أن تستنفر الحكومة لضبط فلتان الأسواق وكبح جنون الأسعار ، ومعاقبة اللصوص بأشد العقوبات ، كي يشعر المواطن أنها معه ، ليقف معها في كل الصعاب التي تواجهها.
محمدأحمدخبازي