في الذكرى الرابعة و السبعين لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي لابد أن نذكر لمحة سريعة عن نشأته فقد تأسس في السابع من نيسان عام 1947 في مقهى الرشيد بالعاصمة دمشق و عمل الحزب منذ انطلاقته على محاولة إحياء الوحدة العربية، و خلق منظومة قومية جديدة تتبنى نهج الاشتراكية وتحارب الإمبريالية .
أسس الحزب صلاح البيطار وميشيل عفلق وزكي الارسوزي، حيث تم دمج حركة البعث العربي مع الحزب العربي الاشتراكي ليصبح أسمه حزب البعث العربي الاشتراكي، وشعاره الوحدة والحرية والاشتراكية، وهدفة أن يتم توحيد كلّ الوطن العربي في كيان واحد .
لقد قاد حزب البعث العربي الاشتراكي الكادحين من عمال و فلاحين للخلاص من الإقطاع و البرجوزية و تحقيق العدالة و استطاع عام 1963 من القيام بثورة الثامن من آذار المجيدة و تمكن من خلالها من قيادة الدولة و المجتمع في سورية .
و في ظل الحركة التصحيحية المباركة عام 1970 التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد حقق الحزب مجموعة كبيرة من الانجازات العظيمة سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي إذ تمكن من تعزيز الجبهة الداخلية و استقطب دعما شعبيا لا مثيل له في تاريخ سورية ولعل من أبرزها الانجازات هي التعددية السياسية عبر تعدد الأحزاب وممارسة دورها السياسي والثقافي والتي شكلت جبهة وطنية تقدمية. وحظيت المرأة بمكانة بارزة في المجتمع والدولة وتقلدت وظائف عامة رئيسية بالاضافة الى مناصب سياسية في مجلس الوزراء ومجلس الشعب وكافة المؤسسات المنتخبة من قبل الشعب. وشهدت البلاد تطورات هامة في مجال التربية والتعليم والثقافة فبنيت المدارس في كل قرية ومدينة وتم تحقيق التعليم الإلزامي والمجاني, كما تم تطوير بنية التربية بالتركيز على التعليم المهني والفني لتوفير احتياجات البلاد, و التوسع في التعليم العالي في جامعتي دمشق وحلب, وإنشاء جامعتين جديدتين في حمص واللاذقية,ولاحقا جامعة حماة وجامعة الفرات وأتيح لكل حملة شهادة الدراسة الثانوية فرصة الانتساب للجامعة, كما تم تشييد المراكز الثقافية والمدن الرياضية في جميع المحافظات والمناطق. وفي المجال الاقتصادي, حققت سورية نموا كبيرا, اذ نجحت الدولة في تحقيق تطوير هام جدا في مجال الزراعة حيث توفرت احتياجات البلاد الغذائية بالاضافة الى التوسع في انتاج الحبوب والقطن والأشجار المثمرة والأشجار الحراجية والخضار, كذلك في مجال الثروة الحيوانية. أما في مجال الصناعة فقد تم تحقيق برامج طموحة في هذا المجال وانتقلت البلاد الى مرحلة جديدة في بنيتها الاقتصادية عبر التنمية الصناعية. وارتكز الاقتصاد السوري على التعددية الاقتصادية حيث تنشط ثلاثة قطاعات, العام والمشترك والخاص, وكان لصدور القانون رقم 10 دورا كبيرا في النهضة الصناعية في البلاد للمزايا التي قدمها للمستثمرين. وفي مجال الخدمات فقد تغير وجه سورية عبر المشاريع الخدمية الكبيرة, الطرق الدولية, الخطوط الحديدية, والطرق التي تصل بين الريف والمدينة, والكهرباء والهاتف والسدود والجسور وشبكات الاتصالات الخارجية.
و استمرت مسيرة العطاءات و الإنجازات العظيمة مع انتخاب السيد الرئيس بشار الأسد رئيسا للجمهورية العربية السورية و أمينا عاما لحزب البعث العربي الاشتراكي حيث إستمر الحزب بالدفاع عن مصالح الجماهير كونه يجسد القوة الأساس الضامنة لحاضر ومستقبل الوطن في مواجهة كل أشكال التحديات وإفشال مشاريع الصهيوأمريكية والتكفيرية الظلامية .
و قد تمكن الجيش العربي السوري من تحقيق الانتصارات المشرفة على العملاء و قوى الظلام و داعميهم و ذلك بفضل تضحيات جنوده البواسل و الشعب الوفي والقيادة الحكيمة والشجاعة للأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد .
عهد رستم