نبض الناس : فشل ذريع بامتياز !

 
 
    أثبتت تجربة السورية للتجارة توزيع المواد المقننة للمواطنين عن ثلاثة أشهر   ،  فشلها  الذريع  بامتياز   !. 
   والدليل على صحة مانقول من خلال معايشتنا للناس  ،  أن نسبة كبيرة من الأسر لم تستلم مخصصاتها  حتى  اليوم   ،  رغم  إلغاء  العديد  منها  لمادة  الشاي   ،  بل  للشاي  والسكر  أو  الشاي  والرز   ، ورغم تمديد فترة التوزيع إلى 15 الجاري !. 
  ولعله من الضروري أن تستفيد السورية للتجارة من فشل هذه التجربة  ،  الذي دفع ثمنه المواطنون  ،  لتصحيح واقع عملها في خدمتهم   ، واستعادة ثقتهم  بها التي تزعزعت مؤخرًا  ، نتيجة حرمانها عدد غير قليل منهم لتلك المخصصات  ،  التي هي مواد  أساسية  لهم   ،  ومن  حقهم  الحصول  عليها  بيسر  وسهولة  ،  ومن  دون أي تأخير  أو  مبررات  ،  لا شأن  لهم  بها  ولاتعنيهم.  
  وبالطبع الرجوع إلى آلية التوزيع عن شهرين  ، أو  حتى  عن  شهر  واحد أفضل بكثير للأسر  ، وأيسر ماديًّا للأغلبية العظمى منها  ، فقيمة المواد عن ثلاثة أشهر مرهقة جدًا  للأسر  متوسطة المدخول  ، فما بالكم بضعيفته  !.
  وأما فيما يتعلق بالمواد الأخرى غير المقننة  ، فنرى من الضرورة القصوى أن تعيد السورية للتجارة النظر بأسعار العديد منها  ، ليكون دورها بالتدخل الإيجابي في الأسواق فعَّالًا ولصالح المواطن حقيقةً  ، وخصوصًا المنظفات والتمور ورب البندورة  ، والمعلبات
والطحينة والحلاوة  ،  وغير ذلك من المواد التي لم تعد منافسة لمثيلها بالأسواق المحلية  ، لا من حيث السعر و لا من حيث الجودة  !.
  
  كما ينبغي  لها أن تزود صالاتها بأكياس نايلون  ، ليحمل المواطن فيها ما يشتريه من تلك الصالات  ، أسوة بأي بقالية أو محل سمانة  !.
  إذ ليس من المعقول أن يحمل المواطن مواده بيديه ” فلتًا ”  ، لتسقط منه عند مغادرته الصالة  ، وليلملمها من الطريق  !.
   وبالطبع يمكنها أن تضيف قيمة الكيس على المبلغ الإجمالي لثمن المواد .
   فهل يقبل أيُّ مسؤول بالسورية للتجارة صغيرًا كان أم كبيرًا  ، أن يشتري أي مادة غذائية أو غير غذائية  ، من أي محل تجاري أو بقالية أو بسطة خضرة  ، من دون أن يعطيه البائع كيسًا  ؟.
  لا وألف لا  ، بل سيدير ظهره ممتنعًا عن الشراء ويتجه إلى بائع آخر لديه أكياسٌ .
   باعتقادنا ، ينبغي للسورية للتجارة الإفادة من شكاوى الناس وملاحظاتهم  ، لتصويب عملها وتحسينه ، لتبقى  عنوانًا  للتدخل  الإيجابي  ،  كيلا ينفضّوا عنها.
            محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار