على ضفاف العاصي : أنتَ الشهيدُ وفيكَ الشمسُ تستترُ

 
مهما سَنكْتُبُ كَمْ يبدو هنا هذَرُ        
         في موكبِ الخُلْدِ كلُّ الشعرِ يعتذرُ
ماذا سنكتبُ وجهُ الماءِ صورتُهمْ   
      والنهرُ يَشْهَدُ كَمْ فاضتْ به الصّورُ ؟؟
والمزنُ يَهميْ إلى أرضٍ بها الـ صدقوا   
  ما عاهدوا الله َ ..يا نعماكَ يا مطرُ
مُزنٌ تَعَمّدَ من أنداء جبهتهم        
       فَفَاضَ في الأرضِ عطراً ضاعَ ينتَشِرُ
&     &     &
ماذا سنكتبُ فالأمطارُ تكتبهُم ْ        
   برقاً ورعداً .. وحتّى الأنجمُ الزُهُرُ؟؟
يا خالقَ الخلقِ هَلْ نأتي بفاتحةٍ ؟؟!!    
      همُ الكتابُ ..همُ الآياتُ والسورُ 
هم الذينَ يزفُّ الضوءُ موكبَهمْ      
     وينثرُ النورَ في ذكراهُمُ القمَرُ
&      &      &
ماذا سأكتبُ يا ذا النورِ في لغتي      
     فامدُدْ يديكَ ترى الأقمارَ تنهمرُ
وامدُدْ يديكَ يفورُ الماءُ منتشياً        
        يَمْشي إليكَ وأنتَ الزّاهِرُ النضِرُ
كَمْ شَفَّ قَلْبٌ وراءَ النعشِ منكَسِراً     
    ما إن يحينُ رحيل النورِ نَنكَسرُ
مِنْ قدسِ راحكَ ضاءَ المجدُ دنيتنا    
     أنتَ الشهيدُ وفيكَ الشمسُ تستترُ
أنت الشهيدُ فراتُ الله أنبأنا           
        بأنّكَ الماءُ يومَ القحطِ ينهمرُ
شعر عباس حيروقة
المزيد...
آخر الأخبار