ارتفاع الأسعار الأخير الذي طال جميع المواد الغذائية وغير الغذائية ، ورفض العديد من التجار الكبار التداول بالفواتير النظامية ، وتلاعبهم بالأسعار لحظياً و تغييرها بالأسواق عبر مجموعات الواتس ، كل ذلك جعل العديد من أصحاب المحال والباعة الصغار ، يغلقون محالهم بانتظار ما ستؤول إليه الأمور ، والمبادرات التي ستتخذها الجهات المعنية للحد من هذه الفورة السعرية المستجدة ، ومواجهة تداعياتها السلبية الكثيرة على المواطنين أولاً ، وعلى صغار الباعة ثانياً. لقد فضَّلَ أولئك الباعة الصغار الإغلاق والتضرر الجزئي أو الكلي ، على فتح محالهم وشراء مواد وسلع بأسعار زائدة ومن دون فواتير ، وبيعها للمواطنين بأخرى نارية تحت طائلة المساءلة التموينية . هذا هو واقع السوق اليوم ، بفعل تحكم كبار التجار ومافيات المال بأرزاق الناس ومقدرات البلاد ورقاب العباد !. العباد الذين لا يستطيعون اليوم سوى شراء البندورة والبطاطا لانحدار سعريهما نحو الحضيض بأرض الإنتاج ، وهو ما جعل المنتجين يصرخون من وجعهم أيضاً ، فتكاليف جنيهما أعلى بكثير من مردودهما !. وباعتقادنا ، كل ما نعاني منه كمواطنين بمختلف درجاتنا وفئاتنا ، سببه الرئيسي التجار الفُّجار الذين يستمرؤون فُجرهم ، ولم يجدوا من يردعهم . وبالطبع لانهمل الأسباب الخارجية ، ولكنها رغم قسوتها علينا كمواطنين منهوكي المداخيل ، أرحم من أولئك التجار الذين لو يستطيعون تعليب الهواء والمتاجرة به لفعلوا !. قولاً واحداً : اردعوا التجار تنفرج أحوال البلاد والعباد.
محمد أحمد خبازي