هي خطوة بالطريق الصحيح ، ما فعلته وزارة التنمية الإدارية مؤخرًا ، بإعلانها مسابقة كبرى لتوظيف نحو 85 ألفًا من شباب الوطن ، ومن مختلف الاختصاصات والشهادات والفئات الوظيفية ، و من مختلف المحافظات وفي كل الجهات العامة في الدولة ، وهو ما يحد من البطالة ومخاطرها وشرورها المجتمعية ، ويوفر فرصة عمل لأولئك الشباب الذين هم بأمس الحاجة لها وخصوصاً في هذه الظروف المعيشية الصعبة.
وهنا بالضبط تكمن أهمية هذه المسابقة العامة ، بغض النظر عن قيمة الأجر الشهري للوظيفة التي سينالها طالبو العمل !.
فالوظيفة مهما يكن دخلها زهيدًا أو قليلًا ، أمان من الفقر المدقع ، وبضعة آلاف من الليرات كدخل ثابت أفضل من لاشيء بالمرة !.
وأن تنام وفي بيتك ربطة خبز ، أفضل مليون مرة من أن تبيتَ جائعًا وتحلم برغيف !.
وباعتقادنا ، ستكون هذه المسابقة مميزة، كما بشرتنا الوزيرة السفاف ، فهي ستعتمد ” الشفافية وتبسيط الإجراءات ، وتكافؤ الفرص وتلغي المحسوبية والواسطات ، لكونها مؤتمتة بالمُطلق ، ولا تسمح بتدخل العنصر البشري بها أو التأثير بنتائجها ” .
وستتيح هذه المسابقة للمتقدمين إليها ــ كما قالت الوزيرة ــ إمكانية التقدم للتعيين أو التعاقد وفق ثلاث رغبات تتناسب مع المؤهلات العلمية أو الخبرة المهنية لطالب التوظيف، وسيكون إجراء المسابقة على أساس بطاقات الوصف الوظيفي بشكل يحد من الفساد والمحسوبيات ، ويحقق شفافية تامة، حيث يمكن لطالب الاشتراك في المسابقة اعتمادًاعلى بطاقة الوصف الوظيفي أن يختار الجهة العامة ، ومركز العمل الذي يرغب بالتقدم إليه، بما يتناسب مع مؤهلاته العلمية ومهاراته الشخصية.
وإذا ما أنجزت هذه المسابقة بالشكل والجوهر اللذين حددتهما الوزيرة ، فستكون سابقة بتاريخ المسابقات العامة في بلدنا ، ونقطة مضيئة في سجل الوزارة التي تدأب على توفير فرص عمل لائقة لشبابنا ــ من الجنسين ـــ المتعطلين عن العمل ويحلمون بوظيفة ، أو بمردود مادي يسند جرة حياتهم المعيشية ، مهما يكن حجم أو مقدار أو قوة السند.
فما أبشع أن يعيش الشاب عالةً على أسرته أو مجتمعه ، وما أُحيلى أن يقبض راتبًا كل أول شهر ، حتى لو كان لايكفيه أسبوعًا !.
محمد أحمد خبازي