نبض الناس : شريطة ألَّا يتأذَّى !

 
   
   مهما تكن الأسباب الموجبة لقرار وزارة الإدارة المحلية والبيئة رقم 1809 تاريخ 19ـ 12 ـ2021  ،  ومهما تكن المبررات له  ،  فهو قرار غير منطقي  بل إنه قرار سيئ بالمطلق  ،  كونه لم يأخذ  بالارتدادات والمنعكسات السلبية على حياة شاغلي الأكشاك  من جرحى الحرب وذوي الشهداء.
   فقد طلب القرار من المحافظين عدم تخصيص أي كشك لغير جرحى الحرب وذوي الشهداء  ،  وتحديد مدة رخصة الأكشاك التي تُمنح لذوي الشهداء وجرحى الحرب 3 سنوات فقط  ،  ومنح شاغلي الأكشاك القائمة فترة 3 سنوات فقط  ، من تاريخ 1ـ1ـ2019  ، والسماح  لجرحى الحرب وذوي الشهداء فقط  ،  بتجديد رخصة الإشغال لمده سنة إضافية غير قابلة للتجديد  ،  شريطة أخذ تعهد من صاحب العلاقة  ،  بعدم المطالبة بالتجديد لفترة إضافية.
    وهذا يعني بداية العام القادم سيتم تطبيق هذا القرار  ،  أي تشريد العديد من مستثمري  الأكشاك المرخصة نظاميًا  ،  وكذلك جرحى الحرب وذوي الشهداء الذين لن تجدد لهم رخص أكشاكهم بعد عام.
   وبكل الأحوال ينبغي للجهات المعنية بتطبيق هذا القرار في المحافظة أن تدرس منعكساته ـ قبل تطبيقه ـ على حياة شاغلي الأكشاك سواء أكانوا من جرحى الحرب وذوي الشهداء أو من غيرهم. 
   وإذا كان لا بد من عدم تجديد فترة الترخيص لهم  ،  فلا بد أيضًا بالمقابل من تأمين مصدر رزق لهم بديل  عن  أكشاكهم   ،  فعدم تجديد رخصة كشك للمستفيد  منه  ذاته  أو  منحه  لمستفيد  آخر  ،  يعني سد أو إيقاف مصدر الرزق الذي يعيش منه شاغله الحالي  ،  وعدم  تمكنه  من إعالة  أسرته من دخله  في هذه الظروف الصعبه التي يعيشها السواد الأعظم من المواطنين.
  ولعل تخصيص أسواق شعبية للذين لن تجدد رخصهم  ،  قد تكون حلًا للمشكلة المجتمعية  ،  التي ستولد من تطبيق القرار سابق الذكر. 
   وبالتأكيد نحن مع تنظيم هذه الأكشاك بأي طريقة كانت  ، والقضاء على أي مخالفة فيها إن وجدت  ،  ومع  تحسين  شروط  استثمارها   ،  ولكن شريطة ألَّا يتأذَّى من ذلك جريح حرب أو ذوو شهيد أو مواطن يعيش وأسرته من كشكه.
    محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار