كي تطلع القصيدة أو القصة أو مقطعا من رواية أو فصلا من مسرحية لابد من كاس متة أو فنجان قهوة وسيجارة عربي . تراجع إنجاز الكاتب وشفاه قلمه أصابها اليباس وعين جهازه الموبايل الذي يستخدمه للكتابة أصيبت بضعف النظر. فالفنجان فارغ وعلبة التبغ العربي شبه فارغة فكيف له أن يكتب ويحلق في سماء المعنى وسماؤه مكفهرة بفعل ازدحام هموم الحياة التي لم تعطه أي تميز عن سواه فبقي يعد أصابعه لعل نجم السعادة التي يتمناها يسقط فوق رأسه ومازال يعد أصابعه حتى وصل أصابع قدميه . اقترح علي أحد الأصدقاء أن نرفع طلبا إلى اتحاد الكتاب العرب أو وزارة الثقافة الموقرة تلزمهم بتأمين القهوة والمتة والتبع للكاتب حينها يعود الكانب ليحلق عاليا في سماء الكلمة والكلمة مرآة الواقع وصديقي لا يريد أكثر من ذلك /فالطمع ضر ما نفع/كما يقول المثل. وجهت أكثر من رسالة شفهية تلوتها في أذن الأشجار لتحملها الريح إلى كل المدى المفتوح على الجهات الأربعة ،فصفعني صدى الصوت على خد تفاؤلي . قررت أن أقابل المدى بنفسي دون اسم موصول بيننا فغالبا الاسم الموصول لا تتلوه جملة مفيدة بل هو مجرد اسم لا يصل جهة بجهة .كذلك ردني المدى فعدت على كعب الخيبة . وطر بي ياحب فوق الحقول كلانا ياحب يعشق الطيران الطيران لايحتاج أجنحة بل يحتاج قرار ،طيران إيجابي بقصد تنمية الخيال وطيران سلبي بقصد إقصاء الفئران عن قمح البيادر . وإنشاء سور من ورد يطفح عطره في كل الأنحاء سور يحمي السنابل من منجل الجشعين . وطر بي ياحب لا تنس أننا ولدنا والصيف الصيف رصيف للعابرين من ثقل البرد إلى نافذة في مخيلة الخاطر . نافذة ذات وجهين إيجابي يحمل مالذ وطاب من عنب الأمنيات وسلبي يرشقنا بحبات الرمل . على ذكر النافذة ، النافذة الواحدة في مدينتي مازالت مغلقة وبانتظار قص الشريط الحريري . وطر بي ياحب على ذكر الطيران ،واقتراح صديقي هبطت من طيراني فوجدت على طاولتي متة وقهوة وأشياء أخرى .
نصرة ابراهيم