من جنس الفعل  !    

       
  حتى أغذية الأطفال لم تسلم من غش الغشاشين الذين لايهمهم سوى جمع المال بأي طريقة كانت  ،  حتى لو كان مقابل ذلك صحة أطفالنا وسلامتهم  .

  فقد ضبطت دوريات حماية المستهلك مؤخرًا نحو  820  كيلو من المنكهات والمحسنات منتهية الصلاحية كانت تستخدم في مقابلات الأطفال الغذائية في إحدى المنشات الصناعية بحماة  ،  وقبلها ضبطت الدوريات العديد من الحالات المشابهة في أغذية الأطفال والكبار أيضًا.

    ولربما ثمَّة حالات من الغش كثيرة لم تطلها دوريات حماية المستهلك  ،  ولربما ثمَّةَ  حالات أخرى لم نسمع بها  ،  ترتكب كل يوم بحق أطفالنا  ،  وبحقنا نحن الكبار  ،  وكل ذلك كي يملأ الغشاشون جيوبهم وكروشهم بالمال .

   فهؤلاء  الغشاشون لم يردعهم المرسوم رقم  8 للعام 2021 عن الغش  ،  رغم العقوبات المشددة التي نص عليها من سجن وغرامات مالية !.

  فكما يبدو إغراء الغش أقوى من العقوبة عند أولئك الغشاشين وبريق المال يجعلهم غير مكترثين  بالعقوبة ،  لذلك يرتكبون كل يوم مخالفات من هذا النوع غير عابئين بصحة طفل أو مواطن  ،  ولا يعنيهم أن غشهم يسبب خطرًا على الصحه العامة  ،  بل كل يعنيهم المال ثم المال ثم المال فقط  !.

  وباعتقادنا ما دامت العقوبات القانونية لا تنفع مع هذا  الصنف  من البشر  ،  يجب أن تكون العقوبة من “جنس الفعل”  .

  بمعنى آخر  الغشاش الذي يغش أي مادة غذائية يجب أن يُلزم بتناولها شخصيًا  ،  إضافة الى فرض أشد العقوبات الأخرى بحقه  .
   فلربما يرعوي ويكف عن المخالفات إذا جرب شخصيًّا الآلام الجسدية  ،  التي يعاني منها الأطفال بعد تناولهم  تلك المواد الغذائيه التي غشها “حضرته” بالمنكهات منتهيه الصلاحية.

           محمد  أحمد  خبازي

المزيد...
آخر الأخبار