نبض الناس عجيب.. غريب !

 
 
   “غريب غريب.. عجيب عجيب يا أغلى حبيب ”  ، لا أدري لماذا قفز هذا المقطع الغنائي إلى رأسي  ، ولم يشأ مغادرته  ،  وصرت أردده كلازمة عشرات المرات  ، وأنا أتابع قرار الحكومة الجديد  ، الناظم للعلاقة الوظيفية بين الأقارب  ، وما تفتق عنه إبداع وزارة التنمية الإدارية  ، بهذا الشأن أيضاً  ، ودعوتها المتقدمين للمسابقة المركزية  ،  ضرورة تقديم تصريح  ،  ينفون فيه وجود  رابطة قرابة أو مصاهرة حتى الدرجة الثانية  ،  مع الرئيس الإداري الأعلى  ،  أو الرئيس الإداري المباشر  ،  أو مع عامل آخر في ذات الوحدة التنظيمية التي يرغب المتقدم بالتقدم إليها ضمن الجهة العامة” .
   وإليكم النص حرفيًّا  :  ” بناءً على قرار رئاسة مجلس الوزراء رقم 5/م.و  ،  تاريخ 3/2/2022 الناظم للعلاقة الوظيفية بين الأقارب.
   أصدرت وزارة التنمية الإدارية القرار رقم /81/ تاريخ 7/2/2022 المتضمن “ضرورة تقديم الراغب بالتقدم لمسابقة التوظيف المركزية،  تصريحاً إلى لجنة استلام الطلبات في الأمانة العامة للمحافظة  ، يشمل عدم وجود رابطة قرابة أو مصاهرة حتى الدرجة الثانية  ،  مع الرئيس الإداري الأعلى أو الرئيس الإداري المباشر أو مع عامل آخر في ذات الوحدة التنظيمية التي يرغب المتقدم بالتقدم إليها ضمن الجهة العامة”!!. 
   ففعلًا  هذا  القرار  عجيب  غريب   ،  ويزيد  في طين معاناة  المتقدمين  للمسابقة  بِلَّةً  ،  ويكبدهم  نفقات  مالية  باهظة  وأعباء  نفسية  شديدة  . 
  وإذا  ما أردنا  الحديث  عن  محافظتنا  فقط  ،  كوننا  أدرى  بشعابها  ، نقول  :  لو  كان  مُصدرُ  القرار  يعلمُ  حجم  تلك  المعاناة  التي  يتجرع  مرارتها  المتقدمون  للمسابقة   ،  لما  أصدره  . 
  ولكن  كيف  له  أن  يعلم  وهو  بعيد  عنهم   ،  وليس  بينهم   ،  ولم  ير كيف  يتعذبون  في  الوصول  إلى  الباب  الخلفي  للمحافظة  ـ بجانب  المصالح  العقارية  ـ بسبب ضخامة عدد المتقدمين و الازدحام  الشديد  ،  ليتسنى  لهم  الحصول  على  رقم  بدورهم  لدخول  المحافظة وتقديم  أوراقهم  الثبوتية  . 
  وهل يعلم أن عدد المتقدمين بلغ حتى صباح الثلاثاء  ، نحو 3253 متقدمًا  ،  من مختلف  مناطق  المحافظة  القريبة  والبعيدة  ،  وهؤلاء  لم يقدموا  ذلك  التصريح  وقد  رُحِّلَتْ  طلباتُهم  إلى  وزارة التنمية  الإدارية  قبل  صدور  القرار  العجيب  الغريب   ،  فكيف  يمكنهم  تقديم  ذاك  التصريح  ،  وكم سيكلفهم  ماديًا  ومعنويًّا  القدوم  لحماة  مرة أخرى،  لتقديمه !!. 
  ولو افترضنا أن للعديد  من المتقدمين أقرباء بالوحدات التنظيمية التي  تقدموا  بطلبات  توظيف  لها  ،  فما جرمهم  وما ذنبهم  حتى  يحرموا  من أبسط حق من حقوقهم  ،  ونعني  حق العمل  ؟. 
  وألم  تعلن الوزارة  غير  مرة  أن هذه المسابقة  مؤتمتة  من ألفها ليائها  ،  حرصًا  على  إبعاد الفساد  منها  ،  وعلى تكافؤ  الفرص للمتقدمين  كافةً  ،  فلماذا  تنسف ما تعلنه  ؟!!. 
  حقًّا  ،  إن الأمر عجيب عجيب  وغريب غريب  . 
               محمد  أحمد  خبازي
المزيد...
آخر الأخبار