شاهدنا صدفة مجموعة من حلقات لمسلسلات سورية قديمة على أكثر من قناة ، و قلت صدفة لأن الوقت الحالي لا يكفي للعمل فحسب من جهة ، و من أخرى كانت مواضيع الحلقات متقاطعة حول حال الموظف المعتر ، بالطبع نقول – الحمد لله – على النعمة التي تحيط بالموظف ، خوفا عليه من ضربة العين ، لكن الملاحظة الفعلية هي (( ثبات )) حاله على مدى الأزمنة كلها ، فدائما لا يكفيه راتبه ، و دوما محاط بالهموم التي تشغله عن ممارسة حياته كالعادة ، ففي كل المحطات السابقة من الحياة ، تجده غير قادر على تلبية احتياجات بيته كافة ، و صارت فكرة إذا كنت موظفا لا بد لك من عمل ثان لكي تستعين على الحياة التي تركت كل المهن بحالها و تحاول القصاص من صديقنا الموظف فحسب ، و ( هنا ) نسأل : لماذا ؟ لماذا استمرار حاله المتعارف عليها ؟ و لماذا هو آخر المستفيدين من أي فرصة بالحياة ؟ و لماذا الهموم جاثمة أمامه بشكل دائم ؟ و لماذا لم يتم النظر بحاله حتى في اللحظات الصعبة ؟ و أسئلة كثيرة تطرق أبوابنا ، خاصة بعد أن بات وضع الموظف ( العادي ) يرثى لها بكل ما للكلمة من معنى ، فهل سيكون لندائنا سامع ؟ و هل ستكون أيام موظفنا بيضاء في الأيام القادمة ؟ ليتغير حاله من حال إلى أفضل ، و غيرها من الاستفسارات التي ليس لها جواب حاليا ، فإن الله وحده بالسر عليم .
شريف اليازجي