حتى لو كان جبلًا  !

 

 

    “الأسواق  تغلي  ..  والمواطن  يفور”  ،  أظن هذا  التعبير  هو  الأنسب  لحالنا  كمواطنين  اليوم  ،  ونحن  نرتع  في  هذا  الخضم  المتلاطم  من ارتفاع الأسعار   ،  الذي  تراوحت  نسبته  مابين  15 ـ 30 بالمئة   ،  منذ بدء  الشهر  الجاري   ،  وفي كل  المواد  الغذائية  وغير  الغذائية  !.

   وهو ما سبب انهيارًا آخر في قدرة المواطن الشرائية  ، وخروج مواد جديدة من الاستهلاك كالبطاطا والبندورة  !.
 
  فحتى هاتين المادتين أمسى شراؤهما صعبًا  ، وصارت تكلفة الطبخة المؤلفة منهما مرهقة للأسرة  ، وإن كانت بالحدود الدنيا  !!.
   وليجرب أحدكم أن يشتري كيلو بندورة صالحة للأكل  ، وكيلو بطاطا ومثله من الباذنجان الأسود  ، ومثله من الخس وملفوفة صغيرة، وربطتي بقدونس ونعنع  ، وليحسب كم كلفتها  ، ويسأل نفسه كم مرة يستطيع تكرار طبخة “المقالي” بالشهر  ؟!.

   ومهما تعددت أسباب هذا الغلاء الجهنمي  ، ومهما كانت تبريرات الجهات المعنية  ، فهي لن تغير بواقع المواطن شيئًا  ، إذا لم تضبط تلك الأسعار التي فلتت من عقالها  ، وإذا لم تضع حدًا لتلاعب كبار التجار  بقوت الناس ، كنوع من الضغط على الحكومة التي استبعدتهم من الدعم  ، وإذا لم تقف إلى جانب المواطن بهذه الأزمة المستجدة وتنصره على مستغليه.

   فالوضع لم يعد يطاق  ، وكل يوم يتعرض المواطن لهزة جديدة  ، ولم يعد بمقدوره التحمل حتى لو كان جبلًا.

             محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار