تتحكم البطاقة الذكية – جدا – بتفاصيل حياة أغلب المواطنين البسطاء في هذا البلد الغالي ، و لهذه البطاقة شجون كثيرة و كبيرة ، أهمها تزايد الحاجات الأساسية للعائلة و للأشخاص على حد سواء عبرها ، لذلك يوميا تربو الأعداد ( الواجب ) أن تكون مستفيدة من الخدمات الالكترونية ، لكن دوما هنالك هنات ما أنزل الله بها من سلطان ، منها على سبيل المثال ، ما يسمى مركز تكامل في سلمية ، الذي لا يشبه أي مركز عمل في أي مكان ، فتصوروا يا أفاضل : جهاز حاسوب ((( واحد ))) فحسب لخدمة كل المدينة و كل ضواحيها و كل قراها ، بالإضافة لقيود نفوس عائلية من مدن أخرى ما زالت مسجلة في سلمية ، دون أدنى تنظيم أو جدولة حقيقية أو زمنية أو عملية ، و متى طرفت عينيك على المركز المذكور ، تشاهد أعدادا لا بأس بها تشكل ازدحاما واسعا في الشارع أو داخل سور المكان الذي وضع فيه المركز ، منهم من ترك عمله ، و منهم من ترك عائلته ، و منهم المريض و الصغير و الكبير و النساء و المسافرين و أفراد من جيشنا الحبيب و كلهم بانتظار الدور و انجاز العمل كما يجب ، و ما يزيد الطين بلة ، عدم تزويد مركز تكامل في سلمية ( بأي ) طاقة كهربائية بديلة لزوم العمل و شبكة انترنيت فيه متأرجحة دوما ، و حتى الغرفة الوحيدة التي يتم العمل فيها ، لا تملك أي مقومات إنسانية للعمل الصحيح ، فهنا نطلب من كل لبيب تصور ما يحدث : جهاز حاسوب واحد ، و كهرباء نصف ساعة ، و نت بطيء ، و عتمة بداخل المركز ، و لا تدفئة ، و انتظار انتهاء وقت الدوام دون فائدة صحيحة أو مرجوة من كل الموجودات غير العاملة بحق ، هذا يضاف لإشكالية البطاقة الذكية – جدا – التي لا تنتهي و لن تنتهي ، مع إشارة بسيطة لمركز تكامل آخر ، لديه عدد حواسيب كافي مع تيار كهربائي مستمر و كل ما يلزم من لوجستيات العمل الواجبة ، فهل من سامع لما أوردنا في هذه العجالة و يلف بين جوانحه غيرة على البلد و أبناءها لتوفير مساعدة و دعم سريع لمركز تكامل في سلمية .
شريف اليازجي