من معاني تبديات هذه الآلاف المؤلفة من الشباب والشابات الذين يقدمون طلبات توظيف للمسابقة المركزية ، بدار المحافظة ومجلس مدينة حماة ، البطالة بأبشع صورها التي إطارها العام الفقر ومحتواها الحاجة لما يَُسدُّ به الرمقُ ، وهذه الحال هي أصعب مايعيشه شبابنا ، وأقسى معاناة حياتية تواجههم .
ومن زاوية أخرى ، تدل تلك التبديات على رغبة طالبي العمل ، بالحصول على فرصة لدى الدولة ، كونها أمانًا من الفقر ، رغم تدني راتبها الشهري ، وتظل بكل سوئها أفضل من الفرصة لدى القطاع الخاص رغم رواتبه العالية نسبيًا !.
فمعظم المتعطلين عن العمل يرغبون بوظيفة الدولة ، لإيمانهم أنها محمية بمظلة الدولة ، وحتى لو كان توظيفهم بعقود سنوية طويلة على سبيل المثال ، فالدولة لا تتخلى عنهم وتعطيهم كل الحقوق التي تعطى للمثبتين .
ثم إن الدوام في دوائر الدولة ومؤسساتها غير الإنتاجية أقل وقتًا وأكثر راحة وأسهل عملًا ، وهو ما يشكل عامل جذب للباحثين عن عمل .
بكل الأحوال ، نأمل أن تستقطب هذه المسابقة أكبر عدد ممكن من شبابنا وشاباتنا ، كي ينسوا عناء تقديم طلباتهم نتيجة الازدحام الشديد ، وكي يسندوا ببحصة الوظيفة جرة حياتهم الصعبة !.
محمد أحمد خبازي