أكثر من يُقدِّر أهمية اللقاح ضد شلل الأطفال ، هم ذوو الأطفال الذين يعانون الأمرين من إصابة أطفالهم به ، معاناةً نفسية شديدة من رؤية فلذات أكبادهم مقعدين وغير قادرين على اللعب واللهو والحركة كسائر الأطفال ، ومعاناةً مادية قد تكون أخف وطأة من سابقتها ، ولكنها بالطبع ليست سهلة في ظروف معيشية مثل ظروفنا.
لذلك نرى ونسمع بعض الآباء يقولون : ” خذوا كل ثروتي ودعوا طفلي يمشي ” ، أو ” ياليتني أفقد كل أموالي ليمشي ابني ” !.
ولهذا ، وللحفاظ على أطفالكم أصحاء ، من الضروري اصطحابهم إلى مراكز التلقيح لحمايتهم من هذا المرض ، ودفع خطره عنهم ، لينموا ويكبروا من دون أي منغصات أو آلام ، وليفرحوا ويملؤوا بيوتكم سرورًا.
فصباح اليوم أطلقت وزارة الصحة بالتعاون مع الصحة العالمية واليونيسيف ، الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال .
وفي محافظتنا ، تتضمن خطة الحملة ، تلقيح نحو 273693 طفلاً ، من عمر يوم واحد وحتى الخمس سنوات ، بغض النظر عن لقاحاتهم السابقة.
وقد جهزت مديرية الصحة 131 مركزاً صحياً ، و47 فريقاً جوالاً و13 نقطة محدثة ، موزعة في أنحاء المحافظة ، لتحقيق هذا الغرض وحماية أطفالنا من الشلل ، وذلك حتى يوم الخميس من هذا الأسبوع .
ومن الضروري أن يعرف كلُّ أب وكلُّ أم لديهما طفل عمره أقل من خمس سنوات ، أن اللقاح الفموي المضاد للشلل ، مجاني وآمن وموصى به من منظمة الصحة العالمية ، والاستجابة المناعية له لا تعطل أو تؤثر في استجابة الجهاز المناعي للأطفال تجاه كوفيد_19 ، ولا تمنع الأعراض الشائعة مثل الرشح أو الإسهال أو ارتفاع الحرارة البسيط من التلقيح.
وأن هذا اللقاح يحمي الطفل والمجتمع من الشلل الخطير ، الذي يؤدي إلى الإعاقة الدائمة أو الوفاة .
وبالتأكيد حماية الطفل من هذا الداء الفتاك ، تقع على عاتق ذويه أولًا ، فالدولة تؤدي واجبها بهذا الشأن على الوجه الأكمل ، ولم تُقصِّر في أي حملة صحية وقائية على الإطلاق.
فلنصطحب أطفالنا الصغار إلى مراكز التلقيح ، ولنمكِّن الفرق الجوالة بالأرياف والتجمعات النائية من عملها ، كي تزهر الحياة في قلوبنا وبيوتنا.
محمد أحمد خبازي