على ضفاف العاصي…
وحدهم ينثرون الضياء شلالات ٍلا تنتهي من العلم والمعرفة ،من ايديهم تنبلج الصباحات الخيّرة ،ومن عيونهم يكونُ الخير ُعميماً …
وحدهم من يغزلون للشمس الأناشيد ، يزنرون الغيم بالهطل العميم ،لا تحلو الصباحات إلا بهم ولا تزغرد العصافير إلا لهم …..
هم بناة الأجيال ،بُناة الإنسان ،بُناة الوطن ،من فكرهم النّير ،ومن رأيهم السديد، تستمد الأجيال العلم والمعرفة و الحكمة، ومن دابهم وسهرهم يشتد البنيان ،تعلو صروح الوطن في كل الميادين لتعطي تطوراً وتقدما ً لا يتوقف….
لانّهم بُناة الأجيال يأتي آذار معطّراً بنبلهم وطيبتهم وكرمهم وسموّ عطائهم ، ،ياتي آذار ليرسم على جباههم مواعيد العطاء والوفاء لأجيال هم بناتها وصنّاعها ،يبنون وعيونهم ترنو إلى مستقبلٍ مشرق ،مستقبل الوطن الذي تزنّره الأفئدة وتحرسه المآقي والعيون …
لأنّهم بُناة الأجيال يعطون بلا منّة ،يعطون كينابيع صافية تغازل الحقول في مواسم الجني والعطاء ….
وحدهم يعيدون صياغة ابجديات الحياة وينثرون حروفهم في دروب ٍ، هي دروبهم ،دروب المجد والكبرياء….
في عيدهم ننثر الضياء على جباههم ،قاماتهم التي علّمت الأجيال معاني الشموخ والعزة والإباء …
في عيدهم تنداح الحروف وفيّة للايدي الطيبة التي ما فارقت (الطباشير )،قاعات الدروس ،الباحات ،الساحات ،اجتماعات الصباح يوماً وهي ترسم كلّ عامٍ كيف يكون العطاء نبعاً لا ينضب من العلم والمعرفة ..
لأنهم بناة الأجيال تستمر مسيرة البناء ،بناء الإنسان ،والذي هو ((غاية الحياة ،وهو منطلق الحياة ))الإنسان الصالح ، الوفيّ لارضه ووطنه ،يعطي بلا تردد ويبني مداميك العزة والانتصار ….
لأنهم بناة الأجيال تشرقُ صباحات آذار دافئة ،دفء قلوبهم العامرة بالخير والحب والتسامح ،قلوبهم المفعمة عطاءً ووفاء…كلّ الكلمات ،القصائد تُهدى لهم وهم يمضون في دروب العلم والمعرفة بكل همّة وفخر…
اليوم في عيد المعلم ،في عيد بُناة الأجيال ننثر الأزاهير على جباههم ،قاماتهم ،نمضي معهم وبهم في مسيرة البذل والعطاء ،مسيرة العلم والمعرفة ،مسيرة البناء والإعمار وبين أيدينا كلّ الدروب إلى المجد العظيم …
*حبيب الإبراهيم