يأتي آذار ،ومعه تأتي الأعياد ،اعياد الخير والعطاء ،اعياد الخصب والنماء ،يوزع الخير عميماً دافقاً ،فيه يتجلّى الجمال في أبهى صوره وأروع معانيه ،اينما اتجهت في جنباته تعانقك الفرحة ،ويغبطك السرور ،فمن عيد المعلم حيث هو نبع من العطاء لا ينضب ،إلى عيد الام ،عيد التجدد والنبل والطيبة …
هو عيد ٌ لا كالأعياد ،بل هو عيد الأعياد ،منه ينبثقُ الضّياء ويعمّ الخير، ويزدهي الكون بوجوه لا تتعب ،لا تياس ،لا تشعر بالكلل ولا الملل ،هي الأم ايقونة الدنيا ،ربيع متجدد وخير وفير ،هي الأمّ براءةٌ ٌفي عيون الأطفال …فرح اللقاءات بعد طول غياب …
كل ّالأيام لها عيد ،تجمعُ من حنانها وتمضي في مسيرة الخلود ،هي الأم المكافحة ،ربة البيت النبيلة ،هي المعلمة المخلصة الوفية لتلامذتها وقيمها ، هي ام الشهيد ،ام الجريح رمر التضحية والفداء ،هي المهندسة التي تبني ،هي الإعلامية التي تقول كلمة الحق ولا تأخذها فيه لومة لائم ،هي الطبيبة الإنسانة التي تبلسم الآم الناس ،هي الفلاحة التي تغازل خيوط الفجر وتمضي إلى الحقول بشغف العشاق ،هي الام العاملة في المعامل والمصانع والتي تعطي بلا حدود ،هي المقاتلة إلى جانب الرجل في صون امن الوطن واستقراره ،هي الممرضة التي لا تتأفف ؟!
هي القاضية التي تحكم بالعدل ،هى الام السورية رمز النبل والخير والبذل والعطاء ،هي ……..
من عينيها يشعّ بريق الامل والتفاؤل ،ومن يديها يكون الجود والكرم والسخاء ….
هي الام ،اقمار لوجوه ٍ ترسم ابجديات التضحية والإيثار ،كل الكلمات تعجز عن التعبير والوصف ،عن حبها ،عظمتها ،قدسيتها ….هي مثالّ للنبل والطهر والبذل والعطاء …
هي الأم ّ منبع للفرح وطريق للسعادة ،لا فرح إلا معها ،ولا سعادة إلا من سعادة الآخرين ،من يديها تنشر الدفء ومن عينيها نستمد الضياء ،هي الأم ّ…عند قامتها يتوقف الزمان ولتضحياتها ونبلها وطيبتها تنحني الهامات حباً وعرفاناً لمن أنجبت وربّت وضحّت فكانت المثل َوالأمثولة لهذا الجيل والأجيال القادمة ….
في عيد الام ننثر الرياحين على جباه الامهات ،امهات الشهداء ،أمهات الجرحى ،الامهات السوريات ،نقبّل ايديكن المعفرة بطهر التراب ،فانتن عنوان الحياة ،ورمزٌ للتضحية والفداء….
كل عام وجميع الأمهات بألف خير …
*حبيب الإبراهيم