نبض الناس……..
المتابع لحركة الأسواق اليوم يلمس لمس اليد ، أن معظم أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية ، هبَّت قبل حلول شهر رمضان المبارك ، وخصوصًا السكر والرز والتمور والبقوليات والمعلبات والمنظفات والمناديل الورقية.
وذلك في الوقت الذي تستعد فيه المحافظة لإطلاق فعاليات مبادرة شهر الخير ، التي ستُوزع خلالها معوناتٌ غذائية وألبسة ومستلزمات أسرية ، لذوي الشهداء وجرحى الحرب والعائلات الفقيرة على امتداد المحافطة بمدنها وأريافها ، وتشارك فيها جمعيات خيرية وفعاليات اقتصادية ذات ثقل وحجم كبيرين بالنشاط التجاري في المحافظة.
وبعض من هذه الفعاليات الاقتصادية ، هي ذاتها التي تتمدد بالسوق وتطرح موادها بتلك الأسعار النارية التي تثقل كاهل المواطن وتسبب له أزمات مادية ونفسية جراء عدم قدرته علي تأمين مستلزمات الشهر الفضيل.
هذا المواطن الذي يأمل من تلك الفعاليات التي توزع معونات هنا ، أن تخفض أسعار موادها بالسوق ليستطيع شراء مايلزمه منها.
ويتساءل المواطن كيف يمكن لتاجر أن يوزع معونات في حين يرفع أسعار منتجاته ومواده بالسوق؟.
فكيف يستقيم الأمر ، وكيف يمكن للثلج والنار أن يجتمعا ، وكيف يمكن للرأفة والجشع أن يتلازما؟.
وبالتأكيد توزيع المعونات والمساعدات خلال الشهر الفضيل ، أمر جميل ومهم للغاية ، ولكن الأجمل والأهم أن يترافق ذلك مع تخفيض أسعار المواد التي تحتاجها الأسرة طيلة السنة ، وأن يقبل التجار بهامش ربح معقول ، لا يكسر ظهر رب الأسرة ولا يعذب أفرادها.
فالخير لا ينبغي أن يكون في شهر رمضان فقط .
محمد أحمد خبازي