نبض الناس : إنما الأمم…..!

 
   من المعروف أن رمضان المبارك هو شهر الكرم والرحمة والمودة  والعطف والإحسان ، ولكن العديد من التجار والباعة ، قرروا كما يبدو أن يجعلوه على النقيض من ذلك تمامًا ، بما يرتكبونه يوميًّا من مخالفات رفع أسعار  المواد الضرورية للصائمين  ، والمبيع بسعر زائد ،  والغش في كل أنواع المواد الغذائية وغير الغذائية. 
  وبما يمارسونه بحماسة شديدة  ومنقطعة النظير  ، من استنزاف لقدرة المواطنين الشرائية المتهالكة أساسًا ، فهو بالنسبة لهذه الفئة من التجار والباعة ، فرصة للكسب غير المشروع  ، ولجني الأرباح الفاحشة بأساليب بعيدة عن القيم الدينية والأخلاقية  ، والتي ينتهكون فيها القانون أيضًا. 
  فكل يوم تضبط درويات حماية المستهلك بحماة ومختلف مدن المحافظة  ، عشرات المخالفين والغشاشين  ، ولكن العشرات ـ إن لم نقل المئات ـ منهم يفلتون من رقابتها وضبوطها ،  والعقوبات التي ينص عليها المرسوم رقم 8 للعام 2012  ، لبعدهم عن أعينها  ، ولعدم قدرتها على تغطية كل الأسواق المنتشرة على امتداد رقعة المحافظة. 
  وللأسف يكثر الغش في هذا الشهر الفضيل ، ما يوحي بمؤشر خطير لانحدار المنظومة القيمية الأخلاقية ، لدى الفئة التي تستغل الناس فيه  ، وحاجتهم اليومية لمواد الإفطار في جمع المال بالغش والتدليس ، والتي لا ترى في رمضان المبارك سوى مناسبة للتعبير عن جشعها ونهمها للمال  ، حتى لو جاع أبناء جلدتها ،  أو قضوا يومهم من دون سحور وفطور !. 
  وباعتقادنا ، من لا تردعه أخلاقُه عن الغش واستنزاف الناس ، لن تردعه دورية تموين ، ولا قانون حازم !. 
   فكما تعرفون ” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ” .
                      محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار