من المعروف أن رمضان المبارك هو شهر الكرم والرحمة والمودة والعطف والإحسان ، ولكن العديد من التجار والباعة ، قرروا كما يبدو أن يجعلوه على النقيض من ذلك تمامًا ، بما يرتكبونه يوميًّا من مخالفات رفع أسعار المواد الضرورية للصائمين ، والمبيع بسعر زائد ، والغش في كل أنواع المواد الغذائية وغير الغذائية.
وبما يمارسونه بحماسة شديدة ومنقطعة النظير ، من استنزاف لقدرة المواطنين الشرائية المتهالكة أساسًا ، فهو بالنسبة لهذه الفئة من التجار والباعة ، فرصة للكسب غير المشروع ، ولجني الأرباح الفاحشة بأساليب بعيدة عن القيم الدينية والأخلاقية ، والتي ينتهكون فيها القانون أيضًا.
فكل يوم تضبط درويات حماية المستهلك بحماة ومختلف مدن المحافظة ، عشرات المخالفين والغشاشين ، ولكن العشرات ـ إن لم نقل المئات ـ منهم يفلتون من رقابتها وضبوطها ، والعقوبات التي ينص عليها المرسوم رقم 8 للعام 2012 ، لبعدهم عن أعينها ، ولعدم قدرتها على تغطية كل الأسواق المنتشرة على امتداد رقعة المحافظة.
وللأسف يكثر الغش في هذا الشهر الفضيل ، ما يوحي بمؤشر خطير لانحدار المنظومة القيمية الأخلاقية ، لدى الفئة التي تستغل الناس فيه ، وحاجتهم اليومية لمواد الإفطار في جمع المال بالغش والتدليس ، والتي لا ترى في رمضان المبارك سوى مناسبة للتعبير عن جشعها ونهمها للمال ، حتى لو جاع أبناء جلدتها ، أو قضوا يومهم من دون سحور وفطور !.
وباعتقادنا ، من لا تردعه أخلاقُه عن الغش واستنزاف الناس ، لن تردعه دورية تموين ، ولا قانون حازم !.
فكما تعرفون ” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ” .
محمد أحمد خبازي