مشافينا الوطنية  !

نبض الناس 
         
  
   رغم نقص الكوادر الطبية والمَعدات والتجهيزات  ، والأدوية  ، ورغم الانتقادات اللاذعة التي تتناول سلوكيات فردية من الطواقم التمريضية  ، من حيث الاستهتار باستقبال المرضى وعدم الاهتمام لحالاتهم الصحية كما يجب  ، للانشغال بشرب المتة وفصفصة البذر ، تبقى مشافينا الوطنية الملاذ الآمن للفقراء والمحتاجين كل رعاية طبية  ، وتبقى الرائدة بتقديم الخدمات الصحية والعلاجات الطبية المجانية أو شبه المجانية  ، لآلاف المرضى الذين يراجعونها يوميًّا بحالات إسعافية ، أو للكشف الطبي الآني أو الدوري ،  أوللتداوي ، أو لإجراء عمليات جراحية باردة أو ساخنة . 
   ومهما قيل ويقال عنها  ، تبقى أرحم مليون مرة من المشافي الخاصة  ، التي انحدرت في بعض منها الغايات الطبية عن القيم الإنسانية إلى التجارية  ، بحيث أصبحت فواتيرها فلكية  ، ومنهكة للمريض وذويه وأقاربه ومعارفه والخيِّرين من أهل مدينته أو قريته ، الذين يتنادون لجمع قيمتها وتسديدها بالتكافل والتضامن ، سواء أخرج من تلك المشافي سليمًا معافى أو جثة هامدة  !.
   ولكم أن تقارنوا كلفة يوم واحد فقط  ، بين مشفى خاص وآخر عام ، لمصاب بفيروس كورونا على سبيل المثال  ، أو كلفة عمل جراحي بسيط أو معقد ، أو ليكن حتى كلفة قسطرة قلبية. 
   قلنا غير مرة ونقول اليوم  : قطاعنا الصحي العام رائد بخدماته الطبية  ، ودوره كبير جدًا في خدمة الناس  ، ولم تستطع كل سنوات الحرب ومنعكساتها وتداعياتها عليه  ، ولا هجرة العديد من الأطباء العاملين فيه  ، والكوادر الفنية الخبيرة ، أن تفقده رياديته أو تسلبه ذلك الدور  ، لقد كان رائدًا وسيبقى. 
  ولكنه بالتأكيد بحاجة إلى الكثير من الاهتمام بعد سنوات الحرب تلك ، مع توفير البيئة المناسبة لكوادره الطبية من حيث الدخل والمحفزات  ، وتأمين نواقصه ، ومعالجة مشكلاته  ، وعندها لن تجد مريضًا يتجه للمشافي الخاصة حتى لو كانت خدماتها من سوية خمس نجوم ،  ومهما تكن قدرة المريض المادية عالية .
             محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار