تفكّر … ودموع

ضفاف العاصي… 
تحدثنا في مادة سابقة عن بعض ما امتازت به هذه الدورة ..الدورة العاشرة لاتحاد الكتاب العرب منوهين إلى نجاحاتها في غير حقل فعلى سبيل المثال نجاحها في أن تكون أكثر قرباً من أعضائها ..أبنائها إذ شاركتهم أحزانهم وأوجاعهم آلامهم وتطلعاتهم ورؤاهم..
وكان لمواقفهم النبيلة تلك أطيب الأثر في نفوسنا جميعاً ..
مواقف ووقفات تعكس الوعي والفهم الحقيقي لماهية ودور تلك المؤسسة الثقافية العريقة التي نباهي بأننا في صفوفها ..
مؤسسة ثقافية معنية بنشر وتعزيز القيم الإنسانية النبيلة من خير ومحبة وجمال وسلام وهذا لا يتأتّى فقط من طباعة الكتب والدوريات والصحف والبرامج الثقافية وحسب ..بل يتأتّى من الترجمة الحقيقية لكل ما تقدم وذلك من خلال السلوك والتطبيق العملي وعلى سبيل المثال مايقوم به المكتب التنفيذي وبمشاركة أعضاء المجلس و هيئات الفروع من جولات و زيارات لتقديم واجب عزاء بوفاة زميل لنا أو تفقد واطمئنان عن صحة زميل هنا وزميلة هناك
أسوق هذه المقدمة للحديث عن ماقام به الأسبوع الماضي الأديب والشاعر توفيق أحمد نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب ممثلاً للسيد الدكتور محمد الحوراني رئيس الاتحاد وللزملاء أعضاء المكتب التنفيذي ومجلس الاتحاد وبحضورنا كهيئة مكتب فرعي في حماة وبحضور الأستاذ سامي طه مدير الثقافة في حماة ونائبه المهندس مجد حجازي إلى جانب عدد من أدباء ومثقفي المحافظة بزيارة أديبين من أدباء مدينة مصياف كان ومازال لهما الحيّز الكبير في الحراك الثقافي السوري خاصة والعربي عامة ..
الأديبة والشاعرة المعروفة فاديا غيبور صاحبة المجاميع الشعرية الباذخة والمدرسة الناجحة والتي شغلت غير منصب بدءاً من عضويتها ورئاستها لأكثر من هيئة تحرير صحيفة ودورية كما شغلت عضوية هيئة مكتب فرع حماة ومن ثم عضو مجلس اتحاد إلى أن أصبحت نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية 
كما قام الوفد الأدبي بزيارة القامة الثقافية السورية الأصيلة الباذخة إنه الأديب والمترجم الراقي الأستاذ رفعت عطفة ..
هذا الاسم الذي يعني الكثير الكثير لأدباء ومثقفي مصياف وريفها ..مدير مركز مصياف الثقافي الأكثر أهمية والأكثر حيوية والذي جعل لمصياف اسمها المدوي من خلال مهرجاناتها الشعرية واستضافته لقامات الفكر والشعر والثقافة عربيا ومحليا وأسس للأسبوع الثقافي السنوي والذي يعتبر تقليداً كرنفالياً سنوياً يرافقه معرض الكتاب وآخر للفن التشكيلي 
كما لمع اسم رفعت عطفة من خلال الأعمال المترجمة الأهم عن اللغة الاسبانية( بابلو نيرودا _ لوركا _ رينيه ماركس _ ايزابيل الليدي _ ..الخ)
ومما لابد ذكره هنا أن الاستاذ رفعت عطفة هو مؤسس المركز الثقافي السوري في اسبانيا وخلال ترؤسه له نقل الصورة الحقيقية الأجمل عن سورية وعن ثقافة وشعب وحضارة سورية 
نعم سيرة ذاتية مشرفة لأديبين نعتز نحن أبناء مصياف ريفاً ومدينة لاسيما أبناء جيلي أننا تربينا بين يديهما أتقنا وأجدنا فن الإصغاء والتلقي وتدربنا على حيوية العقل والنقد ..فكانا إضافة إلى أترابهم ( علي الخش _ حنان درويش _ محمد أبو حمود _ يحيى خضور _ أحمد سليمان معروف_ علي العمر أبو الصمود ..الخ ) أقماراً تضيء مساءات الثقافة ..
حيوية وحراك ثقافي أصيل يتمتع به اتحادنا يعكس كما قلنا وعياً حضارياً لماهية ودور هذا الصرح الكبير ..
زيارة وزيارات كان لها الأثر الطيب في نفوس الزملاء ..
حزنا كثيراً كثيراً لحال زميلينا وعقب زيارتنا تفكرنا بحالنا أيضاً وقلنا مابين ماهما عليه من مرض ووهن وما عليه نحن الآن فقط شعرة واحدة ضعيفة ..قد تنقطع في أي حين ونكون أو لانكون ..تفكرنا ..وبكينا علينا جميعاً.
نعم هي رسالة _ والأدب رسالة _ أراد الاتحاد في زيارته تلك أن يقولها لأبنائه بلغة حنونة وأحرف من نور ..أنتم كنتم وستبقون أساتذة وأدباء وأخوة كبار لنا . وإننا كنا ومازلنا وسنبقى معكم ..
السلامة السلامة لأديبتنا الكبيرة فاديا غيبور أمّنا جميعا ..
السلامة السلامة لأديبنا الكبير صاحب القلب والعقل والضمير الحي ..المبدع المترجم رفعت عطفة ..تحية كبيرة لاتحادنا الأم ودوره في تعزيز رسالة الأدب والأديب السوري
عباس حيروقة
المزيد...
آخر الأخبار