رسائل المازوت !

نبض الناس…. 
    العجيب في أمر توزيع مازوت التدفئة  ، أن مواطنين كثرًا سجَّلوا في برنامج “وين” على الـ 50 لترًا الثانية  ، في الأيام الأولى من تفعيل التسجيل  ، ولم تصلهم رسائل حتى  اليوم !. 
   فيما أشقاء لهم أو أقارب أو أصدقاء سجّلوا بعدهم  بأيام أو أسابيع  ، جاءتهم رسائل على جناح السرعة  ، واستلموا مخصصاتهم ولم تسعهم الدنيا من الفرحة  !.
  ويبقى أولئك يترقبون وصول الرسائل على أحر من الجمر ـ كما يقال بالدارج المحكي ـ  ، وكل ما “طنطنت ” جوالاتهم  يقولون في سرهم أو بصوت عالٍ  : جاء الفرج  ، وأخيرًا وصلت الحنونة  ، تأخرتَ كثيرًا ياغالية .
  ولكنهم يصابون بخيبة  الرجاء ، وفقدان الأمل  ، عندما يقرؤون الرسالة التي تدعوهم للاشتراك ببرامج مسابقات تلفزيونية محلية وعربية  ، عبر إرسال رسائل نصية مدفوعة الأجر  ، أو بعرض باقات لدقائق وميغات  ، أو لتنظيم  الحمل  ، أو للتوعية ضد مخاطر الألغام  ، أو للاهتمام لصحتهم النفسية !.
    فيندبون حظهم العاثر  ، ويشكون أمرهم والمعنيين بتوزيع المازوت لصاحب الأمر العليِّ القدير .
  ومادام الأمر كذلك  ، وهو كذلك فعلًا  ، لماذا لا يكون توزيع المازوت للناس كتوزيع الغاز  ، أي بإعلام كل مواطن بدوره مسبقًا  ، فأيٌّ منا اليوم عندما يفتح بطاقته على الغاز يعرف حركة الدور ، وكم رقمًا قبله  ، ومتى سيستلم مازوته  ، شأنه بذلك كشأنه في السكر والرز المدعومين. 
   لا نعتقد إعلام الناس بأدوارهم مسبقًا معضلةً  ، مادام متاحًا في غيره من المشتقات النفطية والمواد الغذائية  ، إلَّا إذا كان فيه ( إنَّ ) هي السبب الرئيسي في أنين الناس !.
               محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار